كشف أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند أن وقت الزوال، وهو اللحظة التي تكون فيها الشمس في أعلى نقطة لها في السماء، لا يتطابق دائمًا مع الساعة 12:00 ظهرًا حسب التوقيت المدني المستخدم في حياتنا اليومية.
وأوضح المسند أن هذا التفاوت يعود إلى مجموعة من العوامل الفلكية والجغرافية، من أبرزها اختلاف "التوقيت الشمسي الحقيقي" الذي ترصده المزولة الشمسية، عن "التوقيت المدني الموحد" المعتمد في تنظيم الوقت.
وبيّن أن مدار الأرض حول الشمس ليس دائريًا بل إهليلجي، مما يؤدي إلى تغير سرعة الأرض في دورانها السنوي، فتتسارع عند نقطة الحضيض (أقرب نقطة للشمس في يناير)، وتتباطأ عند نقطة الأوج (أبعد نقطة عنها في يوليو)، ما يؤثر مباشرة في توقيت الزوال.
وأضاف أن ميل محور الأرض بزاوية 23.5 درجة يساهم كذلك في هذا التفاوت، إذ لا يؤدي فقط إلى تعاقب الفصول، بل يجعل الحركة الظاهرية للشمس تختلف على مدار العام، مما يسبب تقدّمًا أو تأخرًا في وقت الزوال اليومي.
وأشار إلى أن مجموع تأثيرات شكل المدار وميل المحور ينتج عنه ما يسمى بـ"معادلة الزمن"، وهو الفرق اليومي بين التوقيت الشمسي الحقيقي والتوقيت المتوسط. وقد يصل هذا الفرق إلى نحو 16 دقيقة تقديمًا في نوفمبر، أو 14 دقيقة تأخيرًا في فبراير.
وأوضح أن هذا التغير يلاحظ بوضوح قرب الانقلابين؛ ففي ديسمبر يتأخر وقت الزوال يوميًا بمعدل يتراوح بين 25 و30 ثانية، بينما في يونيو يكون التأخر اليومي أقل، بحدود 12 إلى 13 ثانية.
واختتم المسند حديثه بالتأكيد على أن هذه الظاهرة طبيعية ودقيقة وتُظهر التباين الدائم بين حركة الشمس الحقيقية والنظام الزمني المعتمد بشريًا، داعيًا إلى مراعاة هذه الفروقات في بعض التطبيقات الفلكية والدينية.
المصدر:
سبق