أجرى مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، عملية متقدمة لاستبدال كلي للركبة، باستخدام مفصل مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد، في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال جراحة المفاصل الصناعية، ذكر ذلك الأستاذ الدكتور فوزي الجاسر استشاري جراحة العظام والمفاصل، رئيس الفريق الطبي المعالج.
الذي قال أن المراجع وهو في العقد الخامس من العمر، جاء إلى المستشفى بسبب معاناته من خشونة متقدمة في مفصل الركبة اليسرى، نتيجة كسر قديم تم تثبيته بعملية رد مفتوح وتثبيت داخليORIF منذ سنوات طويلة. مضيفاً أنه خضع لفحوصات دقيقة أظهرت تغيّرات وخشونة بعد الكسر، مع تضيق في المسافة المفصلية وتصلب عظمي، وأجريت له عملية متقدمة تم فيها استبدال كلي للركبة باستخدام مفصل صناعي مزود بدعامة للساق، مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد بمساعدة الأشعة المقطعية، وجرت العملية تحت التخدير النصفي، انتهت ولله الحمد بالنجاح التام.
وأظهر المراجع تحسنًا واضحًا بعد العملية، إذ بدأ التحرك على قدميه باستخدام المشاية، والعلاج الطبيعي بعد ساعات من العملية، وفي خلال أيام قليلة وصل مدى الحركة من 0-120 درجة.
واستطرد أ. د. الجاسر قائلاً أن خشونة المفصل الناتجة عن الكسر تُعد من التحديات الجراحية الصعبة، حيث تصاحبها التشوهات وفقدان العظام والتغير في شكل المفصل الطبيعي. وغالباً ما تتطلب عمليات الاستبدال الكلي للركبة التقليدية تعديلات كبيرة أثناء الجراحة، لتحقيق المحاذاة الدقيقة، في حين أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، تتميز بدقة أعلى في التطابق والمحاذاة، وتقليل زمن العملية الجراحية، وكذلك كمية العظم المزال أثناء الجراحة، إضافة إلى تسريع الشفاء وتحسن النتائج الوظيفية.
وختم أ. د. الجاسر حديثه بالتأكيد على أن هذه الحالة تُبرز أهمية وفوائد الاستبدال الكلي للركبة بهذه التقنية في الحالات المعقدة، التي تتضمن تشوهات وتشريحاً غير طبيعي نتيجة الكسور القديمة، ففي الوقت الذي قد تواجه المفاصل الجاهزة التقليدية صعوبة في التكيف مع هذه التغيرات، فإن المفصل المطبوع بناءً على بيانات التصوير المقطعي، يقدم ملاءمة تشريحية مثالية، وتحكماً أدق في ميكانيكية المفصل، لذلك فإن الطباعة ثلاثية الأبعاد تمثل بالفعل عصرًا جديداً في جراحات المفاصل الصناعية بفضل إمكانياتها في تخصيص الحلول لكل مراجع على حدة.
المصدر:
سبق