يواصل مؤتمر «أبشر 2025»، الذي تنظمه وزارة الداخلية بالشراكة مع أكاديمية طويق وعدد من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في التقنية والتحول الرقمي، فعالياته وسط حضور لافت وتفاعل واسع، مقدمًا تجربة معرفية وتقنية متكاملة تعكس تطور المنظومة الأمنية الرقمية في المملكة.
ويشهد المؤتمر، الذي يُختتم غدًا الجمعة، إقامة معرض مصاحب غني بالتجارب التفاعلية، يتيح للزوار الاطلاع عن قرب على أحدث الأجهزة والتقنيات التي تسخرها القطاعات الأمنية لخدمة الأمن والسلامة، ضمن بيئة تعليمية وتطبيقية متقدمة.
ويستعرض المعرض عددًا من الأجهزة الذكية المتطورة، من بينها جهاز الأشعة المنعكسة المحمول، الذي يعمل بتقنية مشابهة لأجهزة الأشعة السينية (X-Ray)، ويُستخدم في نقاط التفتيش المتحركة، حيث يتميز بقدرته على كشف ما خلف المواد الصلبة كالحديد والخشب، سواء كانت مواد مخدرة أو أسلحة أو مواد محظورة.
وأوضح أحد المشاركين في المعرض لـ«سبق» أن الجهاز يعرض النتائج على شاشة ملونة، حيث يشير اللون البرتقالي إلى المواد العضوية مثل المتفجرات والمخدرات وحتى الأغذية، بينما يدل اللون الأزرق على المواد المعدنية كالأسلحة والسكاكين، في حين يرمز اللون الأخضر إلى المواد المختلطة التي تجمع بين المعادن والمواد العضوية. وتُستخدم هذه التقنية في المنافذ والجمارك والمطارات، إلا أن تميز هذا الجهاز يكمن في كونه محمولًا وسهل الاستخدام في المواقع الميدانية المتحركة.
وفي جانب الإلهام الشبابي، دعا يزن أحمد، الطالب في الصف الأول الثانوي، زملاءه الطلاب إلى المشاركة في مثل هذه المؤتمرات النوعية، مؤكدًا في حديثه لـ«سبق» أن هذه الفعاليات تسهم في تنمية مهارات الشباب وصقل قدراتهم المستقبلية. وأشار إلى استفادته من دورة في أكاديمية طويق حول مهارات المستقبل الرقمي، أسهمت في تصميم موقع إلكتروني وبيئة ثلاثية الأبعاد وعدد من المشاريع التقنية.
ومن منطقة الدرونز، استعرض عبدالله السحيباني، أحد خريجي معسكرات طويق، تجربته في معسكر الدرونز التشغيلي، الذي يركز على تعلم المسح الجوي الاحترافي. وأوضح لـ«سبق» أن الدرونز المستخدم يلتقط مئات الصور عالية الجودة لتحليل البيانات وإنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للمواقع، ما يجعله بديلًا متقدمًا للمسح اليدوي التقليدي.
كما استعرض نماذج من الدرونز المصنّعة بأيدي الطلاب ضمن معسكر الدرونز التطويري، الذي يجمع بين التصميم والبرمجة والتطبيق العملي.
ويُعد مؤتمر «أبشر» في نسخته الأولى منصة وطنية رائدة تعكس تطور منظومة وزارة الداخلية التقنية، وتبرز المنجزات الرقمية الوطنية، كما يجمع تحت مظلته المختصين والقيادات الحكومية ورواد الأعمال لاستشراف مستقبل التحول الرقمي في المملكة.
ويأتي المؤتمر هذا العام بمفهوم جديد ونهج مبتكر، يجسّد ريادة المملكة في مجال الحكومة الرقمية، ويبرز أحدث الابتكارات الوطنية، بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويعزز مكانة المملكة عالميًا في التحول الرقمي.
ويتضمن المؤتمر أكثر من 60 جلسة رئيسة يقدمها أصحاب السمو والمعالي، و80 ورشة عمل، يشارك فيها 150 متحدثًا ومتحدثة، إضافة إلى 10 مناطق تفاعلية، تقدم تجربة ثرية تجمع بين المعرفة والتطبيق والابتكار.
المصدر:
سبق