آخر الأخبار

في يومها العالمي.. الحسني: "العربية" لغة حيّة تتجدد وعلينا التعامل معها بالتفكير والإنتاج لا بالحنين للماضي

شارك

تؤكد افتتاحية صحيفة «الرياض» للكاتب الصحفي عبدالله الحسني أن اليوم العالمي للغة العربية ليس مناسبة رمزية للاحتفاء فحسب، بل محطة وعي ومراجعة، تؤكد أن العربية لغة نابضة بالحياة، قادرة على التجدد ومواجهة تحديات العصر، إذا ما أُحسن التعامل معها بوصفها مشروع وجود وهوية ومعرفة، مطالبًا بالتعاطي مع هذه اللغة كلغة تفكير وإنتاج، لا لغة حنين وارتداد إلى الماضي.

لغة صامدة عبر القرون

وتحت عنوان «العربية.. وجود وموقف»، يشدد الحسني على أن العربية ليست لغة مُتعَبة أنهكها الزمن، بل لغة نابضة وحيّة، بها من وفور الجزالة ما يجعلها قوية، صامدة، وعصيّة على الضعف والاندثار. فالعربية التي حملت الوحي، واحتضنت الفلسفة، ودوّنت العلم، أثبتت قدرتها على التكيّف والبقاء، لتكون لغة الحاضر كما كانت لغة الحضارة.

تحديات الحضور في عالم متسارع

وفي المقابل، لا يغفل الكاتب ما تواجهه العربية من تحديات في ظل تسارع المعرفة وهيمنة لغات أخرى، ما أسهم في تراجع حضورها وتقلّص مساحات استخدامها.

ويرى الحسني أن هذه التحديات تفرض التعامل مع اليوم العالمي للعربية بوصفه «لحظة تنبّه» لإعادة تعظيم حضورها في الفكر والإنتاج العلمي، لا الاكتفاء بالإعجاب بجمالياتها البلاغية.

مشروع.. لا احتفال عابر

ويدعو الحسني إلى مشروع يعيد للعربية حضورها في العقل، لا في الذاكرة فقط، مؤكدًا أن اللغة، بما تملكه من إمكانات وذخائر حضارية، تحتاج إلى تفعيل معاصر يواكب التقنية والتحولات المعرفية.

السعودية ورعاية اللغة

ويبرز المقال الدور السعودي المبكر في التعامل مع العربية بوصفها قضية سيادة ثقافية ومعرفية، لا مجرد إرث تراثي. ويأتي مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية نموذجًا لهذا الفهم، بوصفه مؤسسة تنظر إلى اللغة كائنًا حيًا يُنمّى بالحب، ويُفعّل بالتقنية، ويُحمى بالرؤية.

اللغة والهوية

ويختتم الحسني بالتأكيد أن فقدان اللغة هو فقدان للمعنى وذوبان للهوية، داعيًا إلى التعامل مع العربية كلغة تفكير وإنتاج، لا لغة حنين للماضي، حتى تبقى أداة حضارية فاعلة في بناء الحاضر والمستقبل.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا