أبقت منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025 دون تغيير، عند مستوى 1.3 مليون برميل يوميًا، ليرتفع إجمالي الطلب إلى نحو 105.1 ملايين برميل يوميًا، وذلك بحسب تقريرها الشهري الصادر في ديسمبر 2025. وجاء تثبيت التوقعات رغم إدخال تعديلات طفيفة على تقديرات الطلب الفصلية، عكست المستجدات الفعلية للبيانات الواردة من الأسواق الرئيسة.
وأظهر التقرير أن تقديرات الطلب في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خضعت لمراجعات بالخفض خلال الربعين الأول والثاني من العام، مع تخفيض أكبر في الربع الثالث، ليبلغ إجمالي الخفض نحو 50 ألف برميل يوميًا على مستوى عام 2025 بالكامل. كما جرى خفض تقديرات الطلب لدول آسيا والمحيط الهادئ التابعة للمنظمة خلال الربع الثالث، بنحو 20 ألف برميل يوميًا للعام بأكمله. في المقابل، عوّضت مراجعات بالرفع في تقديرات الطلب بالدول الأمريكية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، معظم هذه التخفيضات، خاصة خلال النصف الثاني من العام.
أما على صعيد الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فقد تركزت المراجعات على تقديرات الربعين الثالث والرابع من عام 2025، وجاءت هذه التعديلات كافية لتعويض كامل التخفيضات التي طالت تقديرات الطلب في الدول الأعضاء، ما أسهم في استقرار النظرة العامة لنمو الطلب العالمي.
وعلى مستوى الاقتصادات الكبرى، سجلت الصين قفزة لافتة في وارداتها النفطية خلال نوفمبر 2025، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين. ووفق البيانات الحكومية، ارتفعت واردات النفط إلى 50.89 مليون طن متري، ما يعادل 12.38 مليون برميل يوميًا، بزيادة سنوية بلغت 4.88%، فيما سجلت الزيادة الشهرية 5.24%. كما ارتفعت واردات الصين خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام بنسبة 3.2% لتصل إلى 521.87 مليون طن.
وبحسب بيانات «كبلر»، صعدت واردات الصين من النفط السعودي إلى 1.59 مليون برميل يوميًا، مسجلة أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، فيما ارتفعت الواردات من إيران إلى 1.35 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2025. وجاءت روسيا في المرتبة الثالثة كمصدر رئيسي، رغم تراجع الإمدادات على أساس شهري إلى 1.19 مليون برميل يوميًا.
وفي الهند، أظهرت بيانات وزارة النفط نموًا ملحوظًا في الطلب خلال نوفمبر 2025، ليسجل أعلى مستوى في ستة أشهر، مع بلوغ إجمالي استهلاك الوقود 21.27 مليون طن، بزيادة سنوية قدرها 3%، مدفوعًا بتسارع نشاط قطاعي الإنشاءات والزراعة عقب انتهاء موسم الرياح الموسمية. كما ارتفعت واردات الهند من النفط الخام الروسي إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، وسط توقعات باستمرار المعدلات المرتفعة خلال ديسمبر، قبل دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ.
وبالنسبة لعام 2026، أبقت «أوبك» على توقعاتها دون تغيير، مع ترجيح نمو الطلب العالمي بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا، ليصل إجمالي الاستهلاك إلى قرابة 106.5 ملايين برميل يوميًا، ما يعكس استمرار الزخم في الطلب، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية القائمة.