الذكاء الاصطناعي يخفض استهلاك أرامكو للطاقة 15%

أسهم تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة في مرافق أرامكو السعودية في خفض استهلاك الطاقة والمواد المستخدمة في معالجة الغاز بنسبة تصل إلى 15%، إلى جانب رفع استقرار العمليات التشغيلية وتقليص الحاجة إلى التدخل البشري، في خطوة تعكس انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة الدعم التحليلي إلى إدارة العمليات بشكل مباشر.

وأوضح النائب الأعلى للرئيس للخدمات الهندسية في أرامكو السعودية الأستاذ خالد بن يحيى القحطاني، أن الابتكار التقني يشكل ركيزة أساسية في إستراتيجية أرامكو السعودية، إلا أن التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي فتحت آفاقًا جديدة لتحقيق كفاءة تشغيلية غير مسبوقة على مستوى قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن الشركة بدأت تشهد هذا التحول فعليًا من خلال الدمج المتزايد بين الذكاء الاصطناعي وعمليات الأتمتة لاتخاذ القرارات الآنية.

__________إدارة المعامل

وبيّن أن هذا التحول يتجسد بوضوح في معمل الغاز في الفاضلي بالمنطقة الشرقية، الذي يُعد أحد المراكز الرئيسة لمعالجة الغاز في المملكة، حيث يعالج ما يصل إلى 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام يوميًا من الحقول البرية والبحرية. وأشار إلى أنه بعد أن كانت عمليات المعالجة تعتمد سابقًا على أنظمة أتمتة تقليدية بإشراف مباشر من المشغلين، باتت اليوم تُدار عبر أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة مطوّرة بالتعاون مع شركة «يوكوقاوا» اليابانية، وقادرة على التعلم الذاتي والتكيف والتحكم الآني في العمليات.

وأكد القحطاني أن اعتماد خوارزميات التعلّم المعزز شكّل نقلة نوعية في مجال التحكم الصناعي، حيث أظهرت النتائج تحسنًا ملموسًا في كفاءة استهلاك الطاقة وزيادة استقرار التشغيل، فضلًا عن تعزيز الاعتمادية التشغيلية. وأفاد بأن أرامكو تعمل حاليًا على توسيع نطاق هذا النهج ليشمل شبكة أوسع من مرافق معالجة الغاز، ليصبح التحكم الذاتي عنصرًا أساسيًا في نموذج التشغيل للجيل القادم.

__________المساعد التشغيلي

وفي مثال آخر على توظيف الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، أشار القحطاني إلى معمل سوائل الغاز الطبيعي في الحوية المجاور لحقل الغوار، حيث جرى تطوير نظام «المساعد التشغيلي» المعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم فرق غرف التحكم بتوصيات تشغيلية مخصصة. ويجمع هذا النظام بين نماذج فيزيائية وتقنيات التعلم الآلي لتقديم إرشادات آنية تعزز الكفاءة التشغيلية وترفع ربحية المعمل، وتمكّن المشغلين من الاستجابة السريعة للتغيرات التشغيلية.

وأضاف أن تطبيق «المساعد التشغيلي» أسهم في خفض استهلاك الكهرباء والانبعاثات، وتحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية، إلى جانب إحداث تحول جوهري في آليات اتخاذ القرار داخل مواقع التشغيل، حيث أصبحت القرارات الاستباقية القائمة على البيانات تحل محل المعالجات التقليدية، بعد إدماج النظام بالكامل ضمن أنظمة التحكم في المعمل.

__________الاقتصاد الرقمي

وأشار القحطاني إلى أن إستراتيجية أرامكو للذكاء الاصطناعي تتجاوز حدود العمليات التشغيلية، لتسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي للمملكة، مستفيدة من حجم الشركة وإمكاناتها الفنية وبنيتها التحتية المتقدمة للبيانات، بما يتيح تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في قطاعات الطاقة والتصنيع وغيرها من القطاعات الحيوية الداعمة لأهداف التنمية بعيدة المدى.

ولفت إلى أن هذا التوجه حظي باعتراف دولي، حيث تم إدراج خمسة من مرافق أرامكو ضمن «شبكة المنارات العالمية» التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، في سابقة لم تحققها أي شركة طاقة أخرى، ما يعكس ريادة الشركة في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وإرساء معايير جديدة في التصنيع الذكي.

واختتم القحطاني بالتأكيد على أن أرامكو السعودية ترى في الذكاء الاصطناعي عنصرًا محوريًا في تصميم وتشغيل وتحسين أداء مرافقها، بدءًا من التوجيه الذكي المدمج في الأعمال اليومية وصولًا إلى الأنظمة الذاتية التي تدير العمليات الصناعية، مشيرًا إلى أن الشركة تمضي قدمًا نحو بناء حقبة جديدة من الذكاء الاصطناعي تعيد رسم مستقبل الطاقة والصناعة.

الذكاء الاصطناعي بالأرقام

خفض الكفاءة والتكلفة

%15 خفضا في استهلاك الطاقة والمواد في معالجة الغاز

انخفاض ملموس في التدخل البشري بالعمليات التشغيلية

القدرات التشغيلية

2.5 مليار قدم مكعبة قياسية/يوم طاقة معالجة معمل الفاضلي للغاز

تحكم آني ذاتي قائم على التعلّم المعزز (Reinforcement Learning)

الإنتاجية والاستدامة

خفض استهلاك الكهرباء

تقليص الانبعاثات

زيادة إنتاجية المصانع

استقرار تشغيلي أعلى

الانتشار التقني

معملان رئيسيان مطبّقان للذكاء الاصطناعي (الفاضلي – الحوية)

توسعة جارية لتشمل شبكة معالجة الغاز بالكامل

المساعد التشغيلي (الحوية)

5 مرافق لأرامكو ضمن شبكة المنارات العالمية

الأعلى عالميًا بين شركات الطاقة

الأثر الإستراتيجي

دعم اقتصاد المملكة الرقمي

تسريع تبنّي الثورة الصناعية الرابعة في الطاقة والتصنيع.