في افتتاحية صحيفة " الرياض" بعنوان "مدن التعلّم"، تؤكد الكاتبة الصحفية نوال الجبر أن انضمام ثماني مدن سعودية إلى شبكة مدن التعلم العالمية التابعة لليونسكو يمثل خطوة استراتيجية تعكس التحول الجذري في التعليم السعودي نحو نموذج التعلم المستمر المرتبط بالتنمية والاقتصاد المعرفي. لافتة إلى أن الحدث ليس رمزياً، بل هو اعتراف دولي بقدرة المملكة على بناء منظومة تعلم ديناميكية تستجيب لاحتياجات المستقبل وتنسجم مع مستهدفات رؤية 2030.
تعليم يواكب المستقبل.. ويعيد تأهيل القوى العاملة
توضح الجبر أن مدن التعلم المعتمدة عالميًا تتميز بقدرتها على:
-توفير فرص شاملة لإعادة تأهيل القوى العاملة
-رفع مهاراتها بما يواكب أسواق العمل المتقدمة
-تعزيز التعليم المستمر ومحو الأمية للفئات المتضررة تعليميًا
وتضيف أن هذا الجانب يمثل جوهر التجربة السعودية في السنوات الماضية، عبر برامج للتدريب المهني، والتحول الرقمي، وتحسين جودة المهارات، ما جعل مدن المملكة مؤهلة لاعتراف اليونسكو.
ثماني مدن.. نماذج متكاملة للتعلم مدى الحياة
ترصد الجبر نموذج كل مدينة:
-الرياض.. مركز للتحول الرقمي وتطوير المهارات
-العلا.. تعليم يرتبط بالتراث والسياحة المستدامة
-الجبيل وينبع ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية.. منصات للتدريب الصناعي والتقني
-الأحساء والمدينة المنورة ورياض الخبراء.. ريادة في التعليم المجتمعي وتعزيز المشاركة المدنية
وأكدت الكاتبة أن هذه المدن تمثل تنوعًا تنمويًا يجعل التجربة السعودية أكثر تأثيرًا عالميًا.
شراكات دولية.. ورأس مال بشري منافس
وتؤكد الجبر أن زيادة عدد المدن السعودية المعتمدة ضمن شبكات التعلم الدولية هو مؤشر على الجدية المؤسسية في بناء منظومات تعليمية متكاملة وتعزيز رأس المال البشري. فالشبكة العالمية تدعم المدن التي تستثمر في التعليم باعتباره محورًا للنمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
تختم الجبر رسالتها بأن المملكة لم تعد مجرد مستهلكة للمعرفة، بل أصبحت منتجًا للبرامج والسياسات التي تمنح مدنها القدرة على المنافسة عالميًا.
وأن هذا المسار يضمن فرصًا أوسع للأجيال القادمة في سوق العمل، ويقود إلى نهضة تعليمية مستدامة ترتكز على الابتكار وجودة الحياة، لتصبح المدن السعودية جزءًا فاعلًا في مستقبل المعرفة العالمي.
المصدر:
سبق