شهد ملتقى الميزانية 2026 استعراضًا واسعًا لمنجزات القطاعات الاقتصادية الحيوية في المملكة، مؤكدًا استمرار التحول الهيكلي الذي تقوده رؤية السعودية 2030، وارتفاع وتيرة التنويع الاقتصادي، وتمكين القطاع الخاص، وتحسين جودة الحياة للمواطن. وقدم وزراء السياحة والإسكان والنقل، إضافة إلى الهيئة العامة للموانئ، بيانات رقمية تكشف حجم التقدم في القطاعات الأكثر تأثيرًا في الناتج المحلي غير النفطي. وخلال جلسة «مبادرات تطوير البنى التحتية»، كشف وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل أن برامج الدعم السكني استفادت منها 1.2 مليون أسرة، فيما سكنت 920 ألف أسرة منازلها، لترتفع نسبة التملك إلى 65.4 % مع استهداف بلوغ 66 % في 2026. وبلغ حجم التمويل السكني 938 مليار ريال حتى الربع الثالث من 2025، مع استمرار ضخ المشاريع عبر توفير 107 آلاف وحدة وأرض مطورة خلال العام الجاري، و80 ألف وحدة جديدة في 2026، إضافة إلى تمكين 50 ألف أسرة من التملك عبر برامج الإسكان التنموي. وعلى صعيد البنية التحتية، نجح القطاع البلدي في خفض المشاريع المتعثرة إلى 4 % فقط، مع خطط لتحقيق «صفر تعثر» في 2026، إلى جانب تأهيل 1.732 كيلومترًا من الطرق الحضرية، ورفع مستوى الوصول إلى المرافق الحيوية بحيث تصبح 73 % من الخدمات ضمن نطاق 800 متر من السكان. كما توسعت منصة «عدسة بلدي» لتغطي 95% من المناطق، وتعالج 1.2 مليون بلاغ و14 مليون صورة.
توسع تاريخي للنقل والموانئ
من جانبه، أوضح معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر أن القطاع يشهد عقودًا استثمارية تتجاوز 280 مليار ريال بدعم من القطاع الخاص، مع ارتفاع الشحن الجوي 34 % ليصل إلى 1.2 مليون طن، ونمو أنشطة النقل والتخزين بنسبة 6.2 %. كما أُضيفت 144 ألف وظيفة جديدة ليصل عدد العاملين إلى 651 ألف موظف، فيما ارتفع عدد المراكز اللوجستية إلى 24 مركزًا. وفي قطاع الطيران، توسعت محفظة الأسطول السعودي إلى 500 طائرة، مع مشاريع ضخمة تشمل مطار الملك سلمان الدولي وخطط تطوير مطارات الدمام وأبها والطائف وحائل والجوف، إضافة إلى إطلاق «طيران الرياض» والناقل الجديد بالدمام. كما يشهد القطاع السككي توسعًا عبر شراء 10 قطارات ركاب حديثة. وفي جانب الموانئ، أكد رئيس الهيئة العامة للموانئ المهندس سليمان المزروع أن المملكة حققت تقدمًا نوعيًا مكّنها من جذب استثمارات خاصة تجاوزت 30 مليار ريال، وتأسيس 22 مركزًا لوجستيًا باستثمارات تُقدّر بـ 10 مليارات ريال، فضلًا عن تقدم المملكة 17 مرتبة عالميًا في مؤشر الأداء اللوجستي، وتوفير 42 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
نمو السياحة
أكدت نائب وزير السياحة الأميرة هيفاء بنت محمد، أن القطاع السياحي حقق نموًا متسارعًا جعل المملكة واحدة من أسرع الوجهات نموًا عالميًا بعد أن بلغ حجم الإنفاق السياحي 275 مليار ريال، وتجاوز عدد السائحين 116 مليون زائر من الداخل والخارج. وأوضحت أن المستهدف المقبل هو الوصول إلى 150 مليون سائح، في وقت سجّلت فيه السياحة الأوروبية نموًا نسبته 14 %، وارتفعت نسبة السياح من شرق آسيا والمحيط الهادئ 15 %. كما عزز السائح المحلي دوره كمحرك رئيسي للقطاع، بعدما تجاوز إنفاقه 105 مليارات ريال حتى نهاية الربع الثالث من 2025 بنمو 18 %. وسجّلت مرافق الضيافة الخاصة طفرة لافتة بنسبة 1250 % مقارنة بالعام الماضي، مع إصدار أكثر من 31 ألف رخصة للنزل الريفية والبيوت الخاصة، إلى جانب 5700 رخصة سياحية جديدة بنمو 40 %. وبلغت الاستثمارات السياحية أكثر من 218 مليار ريال، مع خطة للوصول إلى 320 ألف غرفة فندقية خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.