آخر الأخبار

إنفاق السائح الوافد لجازان يرتفع 29%

شارك
تشهد منطقة جازان مرحلة جديدة من التحول الاقتصادي والسياحي، إذ لم يعد المشهد مقتصرًا على الأرقام التقليدية لعدد الزوار، بل تجاوزها إلى تحوّل نوعي في طبيعة الإقامة ونمط الإنفاق.

ففي عام 2024، سجّلت المنطقة قفزة غير مسبوقة في ليالي إقامة السياح الوافدين بنسبة تجاوزت 360.8%، لترتفع من 120 ألف ليلة إلى 553 ألف ليلة، في مقابل زيادة في الإنفاق الإجمالي من 46 إلى 53 مليون ريال بنسبة 15.22%.

سياحة طويلة الأمد


لم تعد جازان تعتمد على زيارات قصيرة موسمية، بل تحوّلت إلى وجهة للإقامات الطويلة منخفضة التكلفة، مع بروز أنماط جديدة من الزوار الذين يفضلون المكوث لفترات ممتدة بتكلفة يومية أقل.

هذه التحولات تُبرز نضج السوق السياحي في جازان، وتحوّله من سياحة موسمية إلى سياحة مستدامة ذات طابع متزن، وهو ما يتسق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل وتنمية المناطق الواعدة.

ارتفاع الإنفاق

وفقا لتقرير خاص حصلت عليه «الوطن»، كشفت المؤشرات أن متوسط إنفاق السائح الوافد على الرحلة ارتفع إلى 4.007 ريالات مقارنة بـ3.097 ريالًا في العام السابق، أي بنسبة 29.38%، وهو ارتفاع يعكس تحسّن جودة التجربة السياحية من حيث الخدمات والإقامة والتنقل.

ويشير هذا الاتجاه إلى أن جازان لم تعد وجهة منخفضة الإنفاق كما كانت في السابق، بل باتت تجذب زوارًا ذوي إنفاق متوسط إلى مرتفع، ممن يبحثون عن بيئة متكاملة تجمع بين الراحة الطبيعية والخدمات العصرية، ما يعزز من القيمة الاقتصادية المضافة للسائح الواحد ويزيد من أثره في الدورة الاقتصادية المحلية.

السياحة المحلية والداخلية

على الجانب الآخر، أظهرت مؤشرات السياحة المحلية والداخلية استقرارًا كميًا وتراجعًا ماليًا. فقد بلغ عدد السياح المحليين 2.936 مليون زائر، بزيادة طفيفة قدرها 0.45%، فيما وصل عدد السياح الداخليين إلى 2.950 مليون زائر، بنسبة نمو 0.41%.

إلا أن إجمالي الإنفاق المحلي تراجع بنسبة 23.1% مسجلا 2.858 مليار ريال، كما انخفض الإنفاق الداخلي بنسبة 22.59% إلى 2.912 مليار ريال. ويرى محللون أن هذا التراجع يعود إلى التحول في أنماط الحجز والإنفاق الرقمي، مع تزايد اعتماد الزوار على المنصات الإلكترونية والعروض الذكية منخفضة التكلفة، ما غيّر من طبيعة احتساب الإنفاق في القنوات التقليدية.

فرص مستقبلية

تضع هذه المؤشرات جازان على أعتاب مرحلة جديدة من النمو النوعي المستدام، خاصة في قطاعات السياحة البيئية والريفية والعلاجية، التي تتناسب مع توجهات الزوار نحو الإقامات الطويلة منخفضة التكلفة.

ويبرز أمام صانعي القرار فرص كبيرة لتوسيع التجربة السياحية عبر برامج إقامة موسمية طويلة، وعروض رقمية تفاعلية تعزز التواصل مع السائح قبل وأثناء الرحلة. كما أن تنويع المنتجات السياحية، مثل السياحة البحرية في جزر فرسان والسياحة الجبلية في فيفاء والريث، يمكن أن يرفع من جاذبية المنطقة إقليميًا وعالميًا.

الوطن المصدر: الوطن
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا