في خطوة لافتة داخل أجنحة الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"، جذبت النحّالة السعودية صالحة الألمعي اهتمام الزوار بصوتها الهادئ ومنتجاتها الطبيعية المستخلَصة من العسل والشمع، مقدمة حكاية تحول شخصي ومهني بدأت في عسير ووصلت إلى منصة العرض في الرياض.
وسط الحركة الواسعة في المعرض، يقف ركن صالحة محاطًا بعبق العسل والشمع. وقد رتّبت منتجاتها بدقة توحي بخبرة طويلة تعلّمتها عبر دورات متخصصة من وزارة البيئة والمياه والزراعة.
تقول:
"أنا نحّالة… وتشرفت أني أخذت دورات مع الوزارة.
تعلمنا التعامل مع النحل وصناعة المنتجات، واستفدت لنفسي وعائلتي والمجتمع".
وتوضّح صالحة أن بدايتها جاءت بعد مرافقة زوجها، الذي كان يركّز على إنتاج العسل ويترك الشمع دون استخدام.
وتروي: "بعد الدورة… ثاني أسبوع رحنا المنحل في باحة ربيعة.
الرجال نزلوا للنحل، وأنا وصديقاتي جمعنا الشمع بأنفسنا".
وفي اليوم التالي تعلّمن على يد المدربة كيفية طهي الشمع وتنقيته وتحويله إلى منتجات قابلة للاستخدام.
وتقول إن هذا التحول فتح لها بابًا جديدًا، إذ بدأت خلال السنوات الأخيرة في تطوير منتجات تعتمد على الشمع الطبيعي، مع اهتمام كبير بعمليات التنظيف والتصفية والتجفيف.
وتضيف أن المهام داخل الخلية غالبًا ما تتوزع: الرجل يتعامل مع الخارج، فيما تتولى النساء مراحل تجهيز المواد وتحويلها إلى منتجات جاهزة.
وعن دخول المرأة لهذا المجال، تؤكد صالحة دعمها لكل من ترغب في تعلم الحرفة، وتقول: "الشغلة سهلة… مو بالصعوبة اللي تتوقّعينها"، لكنها تشدّد على ضرورة عدم وجود حساسية لدى المتدرّبة بسبب احتمالية التعرّض للسّع.
ركن صالحة في معرض "بنان" لا يقدّم منتجات طبيعية فحسب، بل يعرض نموذجًا لقوة المرأة الريفية وقدرتها على تحويل موارد بسيطة إلى حرفة متقنَة.
وبين صوتها الذي يشرح للزوار وتجربتها التي تجمع بين المعرفة والعلاج، تظهر صالحة كقصة نجاح ملهمة لنساء وجدن في النحل فرصة وفي التعلم مسارًا جديدًا.
المصدر:
سبق