في مشهدٍ يعيد رسم خريطة القوة البحثية في الجامعات السعودية، برزت منطقة مكة المكرمة بوصفها مركز الثقل الأول للابتكار الأكاديمي، بعدما سجلت وحدها أكثر من ثلث المراكز البحثية في البلاد بـ 42 مركزًا، تقودها جامعة الملك عبدالعزيز التي انفردت بـ 32 مركزًا، في رقمٍ يعكس حضورها الطاغي وريادتها المطلقة. هذا التفوق اللافت يقابله استمرار اتساع الفجوة بين المناطق، خصوصًا مع اكتفاء مناطق عدة بأعداد محدودة من المراكز لا تتجاوز 4 مراكز لكل منها، ما يثير تساؤلات حول توازن البنية البحثية وإمكانات الجامعات الناشئة.
وفي هذا السياق، كشف تقرير حديث صادر عن الأمانة العامة لمجلس شؤون الجامعات عن أن إجمالي المراكز البحثية في الجامعات الحكومية بلغ 128 مركزًا، تتربع جامعة الملك عبدالعزيز على قمة الهرم البحثي بـ 32 مركزًا وفي المرتبة الثانية جاءت جامعة الملك خالد بمنطقة عسير بـ 9 مراكز، تليها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض بـ 8 مراكز.
الريادة البحثية
أظهر تحليل بيانات التقرير تفوقا واضحًا لمنطقة مكة المكرمة التي استحوذت على 42 مركزًا بحثيًا، بما يشكل نحو ثلث إجمالي المراكز على مستوى المملكة. ويعود هذا التقدم إلى الحضور الطاغي لجامعة الملك عبدالعزيز التي تستحوذ وحدها على 32 مركزًا، تليها جامعة أم القرى وجامعة جدة وجامعة الطائف بـ 10 مراكز مجتمعة.
وفي المرتبة الثانية جاءت منطقة الرياض بواقع 23 مركزًا في 7 جامعات، مما يعكس قوة التنوع الأكاديمي وكثافة المؤسسات التعليمية في العاصمة مقارنة ببقية المناطق.
توازن نسبي
تأتي المنطقة الشرقية ومنطقة عسير في المرتبة الثالثة مكررا بواقع 12 مركزًا لكل منهما، حيث تتوزع مراكز الشرقية بين جامعات الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والملك فيصل، وحفر الباطن. أما منطقة عسير فتعتمد على جامعتي الملك خالد وبيشة لتشكيل بنيتها البحثية.
وتليهما منطقتا المدينة المنورة بـ 6 مراكز، والقصيم بـ 5 مراكز، وهما منطقتان تمتلكان قاعدة بحثية متوسطة لكنها بحاجة إلى المزيد من الدعم لرفع تنافسيتها وزيادة تنوع مراكزها.
الحد الأدنى
تشير البيانات إلى وجود 7 مناطق تمتلك الحد الأدنى من المراكز البحثية بواقع 4 مراكز لكل منها، وهي: الباحة والجوف والحدود الشمالية وتبوك وجازان وحائل وونجران. ويعكس هذا التشابه في الأرقام نمطا موحدًا في تأسيس المراكز البحثية بالجامعات الناشئة أو الجامعات التي تعمل بجامعة رئيسية واحدة فقط.
وفي المقابل، كشف التقرير عن وجود جامعة شقراء التي لم تسجل أي مركز بحثي، ما يضع تحديًا كبيرًا أمامها لمراجعة خططها الأكاديمية وتعزيز مساهمتها في منظومة البحث العلمي تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
الجامعات القائدة
تتربع جامعة الملك عبدالعزيز على قمة الهرم البحثي بـ 32 مركزًا، وهو رقم يفوق مجموع مراكز البحث في معظم المناطق منفردة. ويعكس هذا الأداء استراتيجية واضحة لدى الجامعة في الاستثمار بالبحث العلمي المتخصص.
وفي المرتبة الثانية جاءت جامعة الملك خالد بمنطقة عسير بـ 9 مراكز، تليها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض بـ 8 مراكز، ثم جامعة الملك فيصل في المنطقة الشرقية بـ 6 مراكز. ويؤكد هذا التفاوت أن الجامعات الكبرى لا تزال هي المحرك الرئيسي لبيئة البحث العلمي في المملكة، بينما تعمل الجامعات الناشئة على بناء قدراتها تدريجيًا.
جامعة خالد ثانيًا
تُظهر مقارنة المناطق أن منطقة مكة المكرمة تتصدر بنسبة 32.8% وبإجمالي 42 مركزًا، بينما تمثل العاصمة الرياض 18% من الإجمالي بواقع 23 مركزًا. وتأتي الشرقية وعسير في مرتبة متوازنة واحدة بنسبة 9.4% لكل منهما 12 مركزًا.
وبذلك يتضح أن أكثر من نصف المراكز البحثية يتركز في 3 مناطق فقط، فيما تتوزع النسبة المتبقية على 10 مناطق أخرى تتراوح أعداد مراكزها بين 4 و6 مراكز، ما يشير إلى فجوة واضحة في توزيع البنية التحتية البحثية على مستوى المملكة.
128 مركزًا بحثيًا في الجامعات الحكومية.
42 مركزًا في مكة المكرمة (المنطقة الأولى).
32 مركزًا في جامعة الملك عبدالعزيز (الجامعة الأولى).
0 مراكز في جامعة شقراء.
7 مناطق تمتلك 4 مراكز فقط.
23 مركزًا في الرياض ضمن 7 جامعات.
9 مراكز لجامعة الملك خالد (الثانية).