انطلقت أعمال مؤتمر مستقبل البناء، الذي يقام ضمن فعاليات النسخة الخامسة والثلاثين من معرض البناء السعودي 2025، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات التشييد والبناء ومواد البناء الحديثة، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
واستُهل المؤتمر بكلمة ألقها نائب الرئيس لقطاع مواد البناء في المركز الوطني لتطوير الصناعة الدكتور خالد الهاجري، بعنوان "مستقبل قطاع مواد البناء في السعودية"، تناول خلالها ملامح التحول في قطاع البناء في المملكة، وجهود توطين الصناعات المرتبطة بمواد البناء، وأهمية الابتكار والاستدامة في تعزيز التنافسية الاقتصادية. وأوضح الدكتور الهاجري أن قطاع مواد البناء يُعد أحد ركائز التحول الصناعي الوطني، مبينًا أن المملكة تشهد طفرة كبيرة في مشاريعها العملاقة، مثل مشروع نيوم وغيرها من المبادرات الوطنية الكبرى، التي تمثل فرصًا حقيقية لتوطين تقنيات البناء وتعزيز المحتوى المحلي، مشيراً إلى أن عدد مصانع مواد البناء في المملكة تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية ليصل إلى أكثر من 60 مصنعًا مقارنة بأقل من 30 مصنعًا قبل خمس سنوات، لافتًا إلى أن القطاع يشهد تطورًا نوعيًا في استخدام التقنيات الحديثة وأساليب البناء المستدام.
وتضمن المؤتمر سلسلة من الجلسات الحوارية المتخصصة، حيث ناقشت الجلسة الأولى بعنوان "المشاريع السعودية العملاقة والابتكارات وإعادة تشكيل مستقبل صناعة البناء "التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التشييد في المملكة، والدور المحوري للابتكار في دعم استدامة الصناعة وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان "المنازل والمباني الذكية: التطورات والآفاق المستقبلية"، واستعرضت ما يشهده القطاع من تسارع في تبنّي أنظمة البناء الذكية والذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن البيئة المحلية أصبحت مهيأة لتطوير حلول تقنية تسهم في تحسين جودة الحياة وكفاءة استهلاك الطاقة.
في حين ركزت جلسة "البناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد: تقييم مدى الامتثال لأنظمة ومعايير السلامة" على أهمية اعتماد معايير دقيقة للسلامة في تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بوصفها خطوة جوهرية نحو تحقيق كفاءة أعلى واستدامة في عمليات البناء، مع التشديد على ضرورة توثيق عمليات التصنيع والاختبار بشكل دوري لضمان جودة المنتجات الإنشائية وسلامتها.
وجاءت الجلسة الأخيرة بعنوان "مواد البناء الخارجية المتقدمة: أحدث الاتجاهات"، حيث ناقشت بمشاركة نخبة من الخبراء والمصممين المعماريين، تناولوا خلالها موضوعات الابتكار في تصميم الواجهات، وتطوير المواد المحلية المستدامة، وتكامل العمارة مع البيئة والمناخ المحلي كعنصر تصميمي رئيس.
ويشكل مؤتمر "مستقبل البناء" منصة وطنية تجمع العقول والخبرات لتبادل الرؤى وصياغة حلول مبتكرة تدعم مسيرة التطوير العمراني في المملكة، وتجسد ما تشهده السعودية من تحول نوعي في قطاع البناء نحو نموذج أكثر ذكاءً واستدامةً ومواءمةً لمستقبل المدن السعودية الحديثة.
ويذكر أن معرض البناء السعودي 2025 والذي يختتم أعماله الخميس المقبل، يأتي كمنصة محورية تعكس بوضوح دينامية قطاع البناء والتحول العمراني في المملكة، حيث يجمع أبرز الخبرات والابتكارات تحت سقفٍ واحد، لتقديم رؤية شاملة ومتكاملة لجميع عناصر التطوير العمراني وتعزيز الفرص التجارية والمهنية في هذا المجال الحيوي.