يتوافد عمالقة "وول ستريت" و"وادي السيليكون" إلى قاعات مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يحرصون على اغتنام الفرص التي يجلبها مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية خصوصا في مجالي الذكاء الاصطناعي والائتمان.
وتضم الجلسات الافتتاحية مسؤولين تنفيذيين يقودون شركات أمريكية تبلغ قيمتها السوقية الإجمالية حوالي 3 تريليونات دولار.
وسيكون جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لجي بي مورغان، وديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لغولدمان ساكس، ولاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، من بين مئات المصرفيين والمستشارين والمديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الذين يحاولون استشراف خطط المملكة لإيراداتها السنوية من صادرات النفط التي تتجاوز 200 مليار دولار.
هيمنة الذكاء الاصطناعي
هيمن الذكاء الاصطناعي على الأخبار العالمية لفترة، ومن المتوقع أن يتكرر الأمر نفسه في مؤتمر مستقبل الاستثمار. وتتصدر قائمة الشركات المهتمة شركة "هيومان" السعودية للذكاء الاصطناعي، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.
ومن المرجح أن يشهد المؤتمر إعلانات رئيسية من الشركة، حيث تتنافس شركتا "بلاكستون" و"بلاك روك" بالفعل على استثمار مليارات الدولارات فيها. ومن المرجح أيضًا أن تكون شركة "آلات" للتصنيع الذكي، ومشاريع الإسكان، والمبادرات المتعلقة بمعرض إكسبو 2030، محور الاهتمام.
فرصة الائتمان الخاص
من المجالات الأخرى التي ستحظى باهتمام كبير، الائتمان الخاص، وهو أيضًا موضوعٌ ساخنٌ مؤخرًا، إذ تسعى شركات عملاقة مثل "جولدمان" و"أبولو" لعقد صفقات في بلدٍ كان فيه الائتمان الخاص غائبًا إلى حدٍ كبير قبل عامٍ واحدٍ فقط.
وأصدرت المملكة العربية السعودية أيضًا سندات سيادية بمليارات الدولارات، ما أتاح لوول ستريت سبيلًا آخر لكسب المال. وصرح مسؤول تنفيذي كبير لوكالة "بلومبيرج نيوز" هذا العام بأن إحدى الشركات الغربية تحقق الآن أرباحًا في الرياض من ترتيب السندات والقروض تفوق أرباحها من تقديم المشورة بشأن عمليات الاندماج والاستثمارات الخارجية.
ولا يقتصر الأمر على التمويل فحسب. ستسعى وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز ، خلال زيارتها إلى تسريع محادثات التجارة مع دول الخليج، وستلتقي برؤساء تنفيذيين ومسؤولين حكوميين خلال القمة.
الاستثمار المحلي
ثم هناك عنصر الاستثمار المحلي، وهو تحوّل تناولته هذه النشرة الإخبارية العام الماضي . فالمملكة، التي لطالما كانت مصدرًا لرأس المال، تسعى الآن إلى استقطاب شركات أجنبية للمساعدة في تمويل مبادراتها المختلفة.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه الشركات الأجنبية في التوافد على المملكة، وآخر مثال على ذلك عودة بنك باركليز إلى المملكة بعد أكثر من عقد من الزمان.