تسبّب ثوران بركان ليووتوبي لاكي لاكي في شرق إندونيسيا صباح أمس الأربعاء، في حالة من الذعر بين السكان المحليين والمسافرين، بعد أن أطلق سحبًا كثيفة من الرماد البركاني وصل ارتفاعها إلى نحو 6 أميال في السماء، ما أدى إلى تعليق بعض الرحلات الداخلية وتعطّل مؤقت للحياة في المناطق القريبة من البركان.
وأوضحت وكالة الجيولوجيا الإندونيسية أن سلسلة الانفجارات العنيفة التي بدأت فجر الأربعاء واستمرت لساعات، دفعت السلطات إلى رفع مستوى التحذير إلى الدرجة القصوى، مع إصدار أوامر إخلاء عاجلة للسكان المقيمين ضمن نطاق أربعة أميال من فوهة البركان.
وقالت ممثلة وكالة التخفيف من الكوارث، أفيلينا مانغوتا هالان، إن الرماد الكثيف غطّى القرى والمزارع القريبة، مؤكدة على ضرورة الالتزام بتعليمات الإخلاء لتجنّب المخاطر المباشرة.
وبحسب البيانات الرسمية، لم تُسجَّل أي إصابات أو ضحايا حتى الآن، إلا أن الرماد البركاني عطّل عمليات مطار فرانسيسكوس زافيريوس سيدا في مدينة ماوميري، القريبة من البركان، حتى 16 أكتوبر على الأقل، مما أثر على الرحلات المحلية داخل البلاد.
وأكدت مصادر ملاحية لـ"سبق" ومواقع تتبّع الطيران الدولية، أن الرحلات المباشرة من السعودية إلى جاكرتا أو بالي لم تتأثر بالحدث البركاني، إذ لم تصل سحابة الرماد إلى المطارات الرئيسية مثل سوكارنو هاتا في جاكرتا أو نغوراه راي في بالي، اللذين يبعدان أكثر من 620 ميلاً عن موقع الانفجار.
وتُسيّر الخطوط السعودية و"طيران ناس" أكثر من تسع رحلات يوميًا بين مدن المملكة الرئيسة (جدة، الرياض، الدمام، المدينة المنورة) وعدد من الوجهات الإندونيسية مثل جاكرتا وسورابايا وبالي، ما يجعل إندونيسيا من أكثر الوجهات الآسيوية نشاطًا بين المسافرين السعوديين خلال العطل الرسمية ومواسم العمرة والسياحة.
ويُعدّ بركان ليووتوبي لاكي لاكي أحد أكثر البراكين نشاطًا في منطقة حلقة النار الهادئة التي تضم أكثر من 450 بركانًا نشطًا وتشهد نحو 75% من الزلازل العالمية.
وكان آخر ثوران كبير للبركان في يوليو الماضي، حين امتد الرماد لمسافات أبعد متسببًا في إلغاء 24 رحلة إلى جزيرة بالي، فيما يواصل الخبراء مراقبة الوضع تحسبًا لأي نشاط جديد، وسط تحذيرات من أن الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى تدفّقات طينية بركانية تزيد من حجم الكارثة البيئية.