بناءً على تقرير حديث للمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة «استدامة»، كتبت السعودية فصلًا جديدًا من فصول التنوع الزراعي، عبر تجربة نوعية لزراعة نبات الإستيفيا كبديل طبيعي وصحي للسكر. ففي مساحات تجريبية لم تتجاوز 2500 متر مربع موزعة بين جازان والخرج، جاءت النتائج لافتة؛ إذ أنتجت جازان من مساحة 900 متر نحو 6000 شتلة، فيما فاجأت الخرج الجميع بإنتاج 30 ألف شتلة من 1600 متر مربع، بنسبة إنتاجية تفوق 400% مقارنة بجازان.
هذه الأرقام ليست مجرد نتائج أولية، بل تمثل مؤشرًا اقتصاديًا وصحيًا على إمكانية تحول المملكة إلى لاعب رئيسي في سوق الإستيفيا العالمي، الذي تتجاوز قيمته 700 مليون دولار سنويًا، في ظل التوجه العالمي المتزايد نحو البدائل الطبيعية للسكر التقليدي.
بداية التجربة
في ظل البحث عن حلول صحية بديلة للسكر وتوجهات المملكة نحو الزراعة المستدامة، اختيرت الإستيفيا لما تمتاز به من خصائص فريدة كمحلٍ طبيعي خالٍ من السعرات الحرارية. أطلقت التجربة في موقعين مختلفين مناخيًا لاختبار تكيف النبات مع البيئات السعودية المتنوعة: جازان بمناخها الرطب والخرج بمناخها الجاف، في خطوة هدفت إلى قياس المرونة الإنتاجية والقدرة على التوسع مستقبلًا.
نتائج مفاجئة
النتائج الميدانية حملت مفاجأة إيجابية. فبينما سجلت جازان إنتاجية تبلغ 6.6 شتلات لكل متر مربع، حققت الخرج قفزة إلى 18.75 شتلة للمتر الواحد، ما يعكس فارقًا إنتاجيًا يصل إلى 284%. هذا التفاوت دفع الباحثين إلى دراسة العوامل البيئية والزراعية التي أسهمت في تفوق الخرج، ومناقشة إمكانية تطبيق نفس الأساليب في مناطق أخرى من المملكة.
نتائج مشجعة
رغم النتائج المشجعة، إلا أن المشروع يواجه تحديات مستقبلية، أبرزها الحاجة إلى دراسات اقتصادية موسعة لتقييم جدوى الإنتاج التجاري، وبناء سلسلة قيمة متكاملة تمتد من الزراعة إلى التصنيع والتعبئة والتسويق. كما أشار التقرير إلى ضرورة تحسين آليات التوثيق الميداني وجمع البيانات لضمان دقة المؤشرات، خاصة مع التوجه نحو توسيع نطاق الزراعة التجارية وتصدير المنتج محليًا وعالميًا.
آفاق المستقبل
بحسب «استدامة»، يمثل التوسع في زراعة الإستيفيا فرصة إستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الصحة العامة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. ومع كفاءة النبات العالية في الإنتاج، يُتوقع أن تشمل خطط التوسع خمس مناطق جديدة بحلول عام 2024، مع إدخال تقنيات الزراعة الذكية وجذب استثمارات خاصة في مجال صناعة بدائل السكر الصحية.
ليست تجربة الإستيفيا مجرد مشروع زراعي محدود، بل قصة تحول مستدام ترسم ملامح اقتصاد أخضر سعودي يتعامل مع التربة والعلم كأدوات للتنويع الاقتصادي. من 900 متر في جازان إلى 30 ألف شتلة في الخرج، تزرع المملكة بذور مستقبلٍ أكثر صحة واستدامة، حيث تتحول الأفكار البحثية إلى مشاريع إنتاجية واعدة تفتح الباب أمام عصر جديد من الزراعة الذكية وبدائل السكر المحلية.
الإستيفيا في السعودية والعالم
المساحة الإجمالية: 2500 م2
جازان: 900 م2 – 6000 شتلة
الخرج: 1600 م2 – 30.000 شتلة
إنتاجية المتر: 6.6 شتلات في جازان مقابل 18.75 في الخرج
نسبة التفوق: 284% لصالح الخرج
السوق العالمي: 700 مليون دولار
التوسع المستهدف: 5 مناطق جديدة عام 2024
الاستخدام: بديل طبيعي وصحي للسكر التقليدي
السوق العالمي للإستيفيا يتجاوز 700 مليون دولار سنويًا