آخر الأخبار

"تسعى لزعزعة وحدة التكتل" .. المستشار الألماني: أوروبا لم تعد في سلام مع روسيا

شارك

في تصعيد لافت، حذر المستشار الألماني فريدريش ميرز، في مدينة دوسلدورف، من أن أوروبا لم تعد تعيش في سلام مع روسيا، رغم أنها ليست في حالة حرب، وأعلن ميرز تحذيره خلال فعالية إعلامية، حيث رسم صورة قاتمة للوضع الجيوسياسي، مشيرًا إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا تهدف إلى تقويض الديمقراطية والحرية في القارة الأوروبية، ويعكس التحذير تصاعد التوترات بين الاتحاد الأوروبي وموسكو، مع تزايد الضغوط لدعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا.

تهديد روسي

ميرز وصف الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا بأنها ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هجوم مباشر على القيم الأوروبية، وأشار إلى أن موسكو تسعى لزعزعة الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي، مستغلة الانقسامات السياسية والاقتصادية لإضعاف التكتل، وهذا التحليل يتماشى مع التوجهات الأوروبية الأخيرة التي ترى في تصرفات الكرملين تهديدًا وجوديًا للنظام الديمقراطي، وفي ظل استمرار الصراع في أوكرانيا، يبرز السؤال حول مدى قدرة أوروبا على الحفاظ على تماسكها في مواجهة هذه التحديات، وفقًا لـ"رويترز".

وأبدى ميرز تأييده لخطة الاتحاد الأوروبي للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة لتمويل الجهود الحربية الأوكرانية، وأوضح أن هذه الخطوة يمكن أن توفر دعمًا عسكريًا مستدامًا لأوكرانيا لمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، وهذا النهج يعكس استراتيجية أوروبية طويلة الأمد لمواجهة روسيا، حيث يُنظر إلى الأصول المجمدة كأداة اقتصادية للضغط على موسكو، وأشار ميرز إلى أن هذا الدعم قد يجعل استمرار الحرب غير مستدام اقتصاديًا لروسيا، مما يفتح المجال أمام تغييرات محتملة في ديناميكيات الصراع.

تداعيات اقتصادية

تواكب تصريحات ميرز، وقت تشهد فيه أوروبا تحديات اقتصادية وسياسية معقدة، فالاعتماد على الأصول المجمدة كمصدر تمويل يعكس رغبة الاتحاد الأوروبي في تحقيق توازن بين دعم أوكرانيا وتخفيف الأعباء المالية عن الدول الأعضاء، ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تثير ردود فعل روسية، سواء عبر تصعيد عسكري أو تحركات اقتصادية مضادة، فالتوازن بين الضغط على روسيا والحفاظ على الاستقرار الداخلي يبقى تحديًا رئيسيًا للقادة الأوروبيين.

وتضع تصريحات ميرز أوروبا أمام مفترق طرق، فبينما تسعى القارة لتعزيز وحدتها ودعم حلفائها، تواجه تحديات داخلية وخارجية تهدد استقرارها، والصراع مع روسيا، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي، يتطلب استراتيجية متكاملة تجمع بين الدبلوماسية والقوة، فهل ستتمكن أوروبا من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز تماسكها، أم أن التوترات المتصاعدة ستدفعها نحو مزيد من الانقسام؟

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا