في خطوة تصعيدية، أعادت الأمم المتحدة اليوم (الأحد) فرض عقوبات صارمة على إيران، استهدفت برنامجها النووي، مما يزيد الضغوط على اقتصادها، وبدأت العقوبات، التي أُطلقت عبر آلية "الرجوع الفوري" المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، في تمام الساعة 00:00 بتوقيت غرينتش، لتجمّد الأصول الإيرانية في الخارج، وتحظر صفقات الأسلحة، وتعاقب تطوير الصواريخ الباليستية، فلماذا تُسارع القوى الدولية بهذه الخطوة؟ وكيف ستؤثر على إيران وسط تصاعد التوترات الإقليمية؟
تفعيل العقوبات
وأعادت الأمم المتحدة تفعيل العقوبات بعد فشل المفاوضات الدبلوماسية في اللحظات الأخيرة، حيث أثارت إيران قلق العالم بتقييد مراقبة برنامجها النووي، وأشارت فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، التي قادت تفعيل "الرجوع الفوري" قبل 30 يومًا، إلى أن إيران لم تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية باستعادة الوصول إلى مواقعها النووية، ولم تقدم تقريرًا عن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، ويعتبر هذا المخزون، الذي وصل إلى نقاوة 60%، خطوة تقنية قصيرة من مستوى التخصيب العسكري (90%)، مما يثير مخاوف من قدرة طهران على إنتاج أسلحة نووية إذا اختارت ذلك، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
ويعاني الاقتصاد الإيراني بالفعل من تدهور حاد، حيث وصل الريال إلى أدنى مستوياته التاريخية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وسط تصاعد القلق من تجدد الصراع مع إسرائيل، وربما الولايات المتحدة، بعد إعادة بناء مواقع صواريخ استُهدفت في حرب يونيو 2025.
توترات دبلوماسية
وتتزامن إعادة فرض العقوبات مع توترات دبلوماسية معقدة، فإيران، التي سحبت سفراءها من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة للتشاور، ترفض شرعية تفعيل "الرجوع الفوري"، مشيرة إلى انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق النووي في 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب، وروسيا، من جانبها، وصفت الآلية بـ"الفخ"، لكنها لم تتمكن من منع تفعيلها في مجلس الأمن، وأشاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية لا تزال خيارًا، لكن إيران يجب أن تقبل المحادثات المباشرة.
ويحذر الخبراء من مخاطر هذه التطورات، وتقول كيلسي دافنبورت، خبيرة نووية في جمعية السيطرة على الأسلحة: "طرد مفتشي الوكالة الدولية يزيد من احتمالات سوء التقدير، وقد تستغل الولايات المتحدة أو إسرائيل ذلك لشن ضربات جديدة"، وفي الوقت ذاته، تستمر إيران في تأكيدها أن برنامجها النووي سلمي، بينما تشير تقارير غربية إلى وجود برنامج أسلحة حتى 2003، ومع تصاعد الضغوط الاقتصادية والعسكرية، كيف سترد إيران على هذه العقوبات؟ وهل ستدفعها إلى مائدة المفاوضات أم إلى مزيد من التصعيد؟