أُلقيت خلال فعاليات اليوم الوطني الخامس والتسعين للمملكة العربية السعودية بجامعة شقراء قصيدة وطنية للشاعر الدكتور فيحان بن صنهات بن صنت الدلبحي العتيبي، الأستاذ المشارك في النحو والصرف وعضو هيئة التدريس بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بالداودمي، حيث أداها نجله الطالب أديب فيحان العتيبي.
تناولت القصيدة صورًا من التاريخ والهوية الوطنية، ومشاهد من نجد والرياض وتمجيدًا لتأسيس الدولة ووحدة أهلها.
وشهدت الأبيات استحضارًا رمزيًا للمؤسس والقصور والرياح والخير، واستخدم الشاعر لغة قريبة من التراث مع زرع صور بلاغية فصيحة، حيث افتتحت القصيدة ببيت يصف ميلاد فجر باسم، ثم انتقلت إلى تأكيد أسس الدولة والعدل والنظام، وصولًا إلى التشبث بدستور واضح ورعاية للعلم والوحدة.
واعتمد الشاعر على المزج بين الفصحى واللمسات العامية في الصور لتقريب المعنى من المتلقي، وسلك بالقصيدة مسارًا تاريخيًا: من لحظة التوحيد إلى حاضر التنمية، مرورًا بالإقرار بالفضل والاعتزاز بالمكان (نجد، الرياض).
وتخللت القصيدة مضامين وطنية محورية، بدأها بتحية للمؤسس ودوره في توحيد البلاد، والتأكيد على العدل كمبدأ لبناء الدولة، وتمجيد العلم والدستور كمصدر ثبات.
وتكمن أهمية القصيدة والملقي في أنها تجمع بين جيلين: الشاعر الأكاديمي والابن الطالب، مما يعكس استمرار الانتماء الوطني ونقل القيم بين الأجيال. كما تُعد القصيدة إضافة نوعية للفعاليات الثقافية المصاحبة لاحتفالات اليوم الوطني الـ95.
وتمثل القصيدة نموذجًا للاحتفاء الوطني الذي لا يقتصر على الفعاليات الرسمية وحدها، بل يمتد إلى المساحات الثقافية والتعليمية التي تعيد إنتاج الهوية من خلال الشعر والسرد.
مَوطِنُ العَزْم السُّعوديةُ نُورٌ أَسْفَــــــــــــــرا
شَعَّ مِنْ نَجْدٍ وَمِنْهَا انْتَشَـــــــرا
جَذْوَةٌ مِنْ قَصْرِ سَلْوَى اقْتُبِسَتْ
وَسَنَاهَا مِنْ سَنَا أُمِّ القُـــــرى
ميلاد الفجر
إِنَّهُ مِيْـــــــــــــلَادُ فَجْرٍ بَاسِــــمٍ
ضَحِكَ الكَونُ لَهُ واسْتَبْشَــــــرا
دَوْلَةٌ شِيْدَتْ على العـَـــدْلِ فَمَا
يَشْتَكي مَنْ عَاشَ فِيهَا الضَّرَرا
تأسيس الدولة
أُسِّسَتْ بَلْ أُسِّسَتْ بَلْ أُسِّسَتْ
ثَبَتَتْ والخَيْرُ فيها انْهَمَــــــرا
واصطَفَى عبدُ العزيزِ اسمًا لَها
بعدَ أَنْ ثَبَّتَ فِيهَا المِنْبَــــــــرا
معركة المصمك
فَاسْأَلِ المُصْمَــــــــكَ عَنْ أَخْبَارِهِ
إِنَّ في المُصْمَــــكِ مِنْـــــهَا أَثَرَا
إِذْ سَرَى اللَّيــــلَ كَلَيْثٍ غَاضِبٍ
وَصَبَــــاحًا حَمِدَ القَومُ السُّرَى
شَهِدَ القَصْــــــرُ وَغَى مَلْحَمَةٍ
فُتِحَتْ فِيْهَا الرِّيَاضُ السَّحَرا
استمرار الرسالة
فَأتَى النَّصْــرُ مَعَ الفَجْرِ وَفِي
شُرَفِ القَصْرِ المُنَــادِي كَبَّرَا
وَتَرَى أَبْنَــاءَهُ مِنْ بَعْــــــــدِهِ
هَجَرُوا فِي حُبِّهَا طِيْبَ الكَرَى
أَخَذُوا دُسْتُورَهُمْ مِنْ مُحْكَــمٍ
لَمْ يَكُنْ فِيهِ حَدِيثٌ مُفْتَـــــرَى
راية التوحيد
نَافَسُوا العِشْرِينَ حَتَى رَكَزُوا
عَلَمَ التَّوحِيدِ فِيهَا أَخْضَــــــرا
رايَةٌ تَحْسَبُنَا مِنْ حَوْلِهَـــــــــا
حِيْنَ يَدْنُو الخَطْبُ آسادَ الشَّرَى
قوة العزم
رُسِمَ الأَجْرَبُ فِيهَا لِلْعِـــــــــدَا
أَجْـــــــــرَبٌ ما اسْتُلَّ إِلَّا وَفَرَا
وَرِيَاحُ الغَيْثِ لِلظَّمْـــــــــآنِ فِي
عِزْوَةِ العَوجَا تَسُوقُ المَطَـــــرا
عِزْوَةٌ تَحْتَ صَدَى عَرْضَتِها
يَجِـــدُ الإِنْسَــــــــانُ ظِلًّا وَذَرَى
الختام
مَوْطِنِي أُسِّسْتَ بِالعَـــزْمِ وَمَنْ
لَزِمَ العَــــــزْمَ شِعَــــــارًا ظَفِرَا
ذَلِكُم إِفْضَــــــــــالُ مَولَانَا وَإِنْ
نَشْكُـــرِ المَولَى يَزِدْ مَنْ شَكَـرا