بمشاعر الحزن والفقد، كتب خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، افتتاحية بعنوان "إنه خطب جلل"، يرثي فيها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، واصفًا إياه بأنه عالم جليل "يُذكّرنا بالصالحين، قدوة واقتداء، ومنهج حياة نتعلم منه".
واستعرض المالك سيرة الفقيد، من تواضعه ووسطية خطابه وحضوره المرجعي، إلى دوره مفتيًا عامًا ورئيسًا لهيئة كبار العلماء وإمامًا وخطيبًا لمسجد نمرة يوم عرفة على مدى 35 عامًا، معتبرًا ذلك رقمًا فريدًا في تاريخ الأمة الإسلامية. وذكّر بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إقامة صلاة الغائب عليه في المسجد الحرام والمسجد النبوي وجميع مساجد المملكة، تجسيدًا لمكانته في خدمة الإسلام والمسلمين.
ورصد المالك سمات الشيخ من "فقهه الواسع، واعتداله في الفتوى، وقربه من الناس، وسعة صدره"، مؤكدًا أن الأمة فقدت عالمًا تاريخيًا معتبرًا، لكن أثره وعلمه وإنجازاته باقية، مبرزًا جانبه الإنساني بنشأته يتيمًا وفقدانه البصر مبكرًا ليعوّضه الله بالبصيرة. وختم برفع العزاء للقيادة والشعب وأسرته، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، ومرددًا قوله تعالى: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.