في لحظة وفاء مؤثرة، استذكر عبدالله بن جبر، أحد أصدقاء الفنان الراحل حمد المزيني، علاقة صداقة امتدت لنحو 25 عامًا، مؤكدًا أنه كان مثالًا في الأخلاق وطيبة القلب والتواضع.
وأوضح بن جبر لـ"سبق" أنه عرف المزيني منذ ربع قرن معرفة عن قرب، مشيرًا إلى أن علاقته به اتسمت بالثبات والصدق. وأضاف: "لم أرَ منه طوال تلك السنوات إلا حسن الخلق وسماحة التعامل، خصوصًا في عملنا بالمزادات، حيث كان يقدّم حقوق العمال وظروف ذوي الدخل المحدود على أي مكسب مادي".
وبيّن أن المزيني كان دائمًا يردد: "ما هي خسارة، استعدنا بعض رأس المال، والأهم أننا أدينا حقوق الناس"، مشيرًا إلى أنه أدرك اليوم معنى تلك الكلمات التي عكست صدقه وتواضعه وقربه من الجميع.
ولفت إلى مقطع فيديو جمع الفنان الراحل بالممثل فايز المالكي، قدّم خلاله وصيتين لمتابعيه: الأولى الحفاظ على الصلاة وتقوى الله، والثانية برّ الوالدين. وأضاف أن المزيني فقد والدته قبل رحيله بفترة، ثم لحق بها والده بعد وفاته بشهرين، كما فقد زوجته قبل نحو شهرين فقط من رحيله.
واختتم بن جبر حديثه قائلًا: "رغم أن الزملاء والأصدقاء قد يختلفون عادة، إلا أن صداقتي معه طيلة 25 عامًا لم يشبها أي خلاف. كان رحمه الله قدوة في الأخلاق والتعامل، ومهما قلت فلن أوفيه حقه. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
رحل الفنان حمد المزيني عن عمر ناهز 80 عامًا، بعد مشوار طويل في الدراما والمسرح السعودي، إلى جانب إسهاماته الشعرية في الأغنية والموروث الشعبي.
وعُرف المزيني بتنوع أدواره على خشبة المسرح وشاشات التلفزيون، حيث شارك في أعمال شهيرة مثل طاش ما طاش، بيني وبينك، وغشمشم. كما ارتبط اسمه بمسرحيات بارزة منها المهابيل وعودة حمود ومحيميد.
وفي السينما، كان له حضور لافت في فيلم راعي الأجرب (2023)، بينما مثّل مسلسل بنات الثانوي – الجزء الثاني (2024) آخر محطاته الفنية قبل رحيله.
نعاه فنانون ومثقفون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مسيرته الفنية تركت أثرًا كبيرًا، وأن أدواره التي جمعت بين الكوميديا والدراما الاجتماعية كانت مميزة في نقل قضايا المجتمع بطريقة راقية تُحترم فيها القيم الإنسانية.
وكتب الممثل فايز المالكي عبر حسابه في منصة "إكس": "انتقل إلى رحمة والدنا وحبيبنا الفنان حمد المزيني"، معلنًا أن الصلاة عليه ستكون في مسجد الراجحي بالرياض بعد صلاة العصر، ومعبّرًا عن الأثر العميق الذي تركه المزيني على حياته الشخصية والفنية.
ووصف الوسط الفني رحيله بأنه "خسارة كبيرة"، مشيرين إلى أن المزيني مثّل جسرًا بين الأجيال، حيث أحبّه الجمهور لصوته وأدواره وتجسيده لشخصيات تحاكي الواقع.