في خطوة وُصفت بالمفصلية، وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك، لتتوج عقودًا طويلة من التعاون العسكري والأمني بين البلدين، والتي تعود جذورها إلى ستينات القرن الماضي.
الاتفاقية الجديدة تأتي امتدادًا لمسار تاريخي من الشراكة، شمل مجالات التدريب العسكري والإنتاج الدفاعي، إضافة إلى المناورات الجوية والبحرية والبرية المشتركة التي ظلت تُعقد بانتظام بين القوات المسلحة في البلدين. ويمثل توقيع الاتفاقية نقلة نوعية في مستوى الردع المشترك، ويعكس الإرادة السياسية لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد في أبريل 2024م، كانت محطة مهمة على طريق التوقيع. فقد أجرى سموه خلال الزيارة مباحثات موسعة مع كبار القادة الباكستانيين، تناولت الشراكات الاستراتيجية، والتطورات الإقليمية والدولية، إضافة إلى الجهود المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار.
ويؤكد مراقبون أن الاتفاقية ستفتح آفاقًا جديدة أمام التعاون الدفاعي، بما يعزز قدرات الردع ويعطي دفعة قوية للتوازن الأمني في المنطقة. كما يُنتظر أن تُسهم في تطوير الصناعات العسكرية المشتركة، ونقل الخبرات والتقنيات، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، ويعزز مكانة باكستان كشريك رئيسي في مجالات الأمن والدفاع.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد العالم متغيرات استراتيجية متسارعة، ما يجعل التنسيق العسكري الوثيق بين الرياض وإسلام أباد عنصرًا أساسيًا في مواجهة التحديات الأمنية، ودعم استقرار المنطقة.