آخر الأخبار

33.8% زيادة عالمية بأسعار القهوة

شارك
تشهد أسواق الغذاء العالمية تقلبات حادة بفعل التغير المناخي، حيث ارتفعت أسعار القهوة بنسبة قياسية، بلغت 33.8%، نتيجة أمطار غزيرة واضطرابات مناخية في البرازيل، بينما تراجعت أسعار الأرز 26% بفعل تحسن الظروف الزراعية في آسيا. وبحسب تقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي، يعكس هذا التباين مدى هشاشة الأسواق الزراعية أمام التقلبات المناخية، ويطرح تساؤلات حول قدرة الدول على مواجهة ضغوط الأسعار العالمية، وحماية الأمن الغذائي المحلي.

قهوة برازيلية

بحسب التقرير، تعتبر البرازيل أكبر منتج ومصدر للقهوة عالميا، لكنها واجهت بين أغسطس 2024 ومارس 2025 أمطارا غزيرة غير معتادة أثرت على جودة المحصول وكميات الإنتاج. دفعت هذه الظروف مؤشر أسعار القهوة لدى صندوق النقد الدولي إلى مستويات تاريخية، مسجلا ارتفاعا بـ33.8% مقارنة بالفترة السابقة، وسط استمرار طلب عالمي مرتفع.


التقرير يشير إلى أن هذه الزيادة السعرية تعكس مخاوف من نقص الإمدادات، وتبرز هشاشة سلاسل الإمداد الزراعية أمام الظواهر المناخية المتطرفة. ومن المتوقع استمرار الضغوط السعرية ما لم تتحسن الظروف الزراعية أو تُعزز شبكات الإمداد.

الأرز الآسيوي

ذكر تقرير صندوق النقد الدولي أن دول آسيا المنتجة للأرز، مثل الهند وتايلاند وفيتنام، شهدت تحسنا ملحوظا في الطقس، ما أدى إلى زيادة الإنتاج وتحقيق فائض عالمي. انعكس ذلك على الأسعار بانخفاض 26% خلال الفترة نفسها، وهو من بين أكبر الانخفاضات المسجلة في السنوات الأخيرة.

ويربط التقرير هذا الانخفاض بتحسن المحاصيل وتخفيف بعض القيود التجارية على تصدير الأرز، لكنه يحذر من أن استمرار هذا الانخفاض يعتمد على استقرار الطقس، وعدم العودة إلى سياسات حمائية محتملة.إنتاج السعودية للبن

في الوقت الذي تعمل المملكة على تعزيز إنتاج البن بمناطق جازان وعسير، حيث تحقق المزارع الصغيرة والمتوسطة جودة متزايدة من المحاصيل. وعلى الرغم من محدودية تأثير الإنتاج المحلي على الأسعار العالمية، فإن دعمه يقلل الاعتماد على الاستيراد، ويعزز الأمن الغذائي المحلي مع إمكانات تصديرية محدودة في المستقبل.

التأثير على السوق السعودية

تأتي انعكاسات هذه التقلبات على السوق المحلية واضحة، حيث يؤدي ارتفاع أسعار القهوة العالمية إلى زيادة تكاليف الاستيراد ورفع أسعار المشروبات، بينما يخفف انخفاض أسعار الأرز من أعباء الاستيراد ويخفض الأسعار المحلية. ويؤكد التقرير أن الاعتماد على سلاسل توريد مستقرة أصبح أمرًا حيويًا، وأن أي اضطراب مناخي عالمي قد يؤدي إلى تقلبات مفاجئة للأسعار المحلية.

أسواق تحت التغير

بحسب تقرير صندوق النقد الدولي، التحولات المناخية لم تعد موسمية فحسب، بل أصبحت إستراتيجية، إذ تحدد اتجاهات السوق العالمية للسلع الغذائية. ويؤكد التقرير أن استمرار التغير المناخي سيُزيد من عدم اليقين، ما يستدعي تطوير سياسات زراعية مرنة واستباقية، قادرة على التكيف مع واقع مناخي غير مستقر.

الوطن المصدر: الوطن
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا