آخر الأخبار

تجربة مكارم: حين تعانق الروحانية كرم الضيافة في البقاع المقدسة

شارك

في عالمٍ تتعدد فيه أنماط الضيافة، تبقى هناك تجارب نادرة تُلامس الروح قبل أن تُلامس الحواس، وتُوقظ في الزائر شعورًا بالألفة والسكينة بمجرد دخوله المكان. تلك هي تجربة "مكارم"، العلامة الفندقية السعودية الأصيلة التي أُنشئت من قلب البقاع المقدسة، وتحولت خلال أربعة عقود إلى أيقونة في عالم الضيافة الراقية التي تحتفي بالقيم وتغذي التجربة الروحانية لضيوف الرحمن.

انطلاقة أصيلة وهوية متجددة

انطلقت مكارم في عام 1983 من مكة المكرمة، في فترة شهدت خلالها المملكة تحولات محورية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وقد بدأت "مكارم" برؤية طموحة تهدف إلى تقديم تجربة ضيافة متفردة في أقدس بقاع الأرض، مكة المكرمة. ومنذ اللحظة الأولى، التزمت "مكارم" بأن تكون أكثر من مجرد سلسلة فنادق؛ بل فضاءً يجمع بين راحة الإقامة وعمق الرسالة، ويعيد للضيف شعوره الحقيقي بمعنى الرحلة الروحانية.

توسع ثابت وتجربة متكاملة

من مكارم أجياد، أول فندق سعودي من فئة الخمس نجوم في مكة، إلى مجموعة متكاملة من الفنادق التي تنتشر اليوم في المواقع الأكثر حيوية وقربًا من الحرمين الشريفين، وسّعت "مكارم" محفظتها دون تنازل أو تفريط في الجودة أو القيم. وعلى مر السنين، أعادت تشكيل هويتها، خصوصًا في عام 2015، لتكون أكثر تعبيرًا عن أصالتها وخصوصية التجربة التي تقدمها للحجاج والمعتمرين والزوار من شتى أنحاء العالم.

ملاذ للسكينة والروحانية

في قلب كل فندق من فنادق "مكارم"، تنبعث روحٌ تجمع بين السكينة والجمال، حيث يعيش الزائر تجربة روحانية متكاملة، تبدأ من صوت الأذان الذي يصدح في الأرجاء، إلى تفاصيل التصميم الداخلي المستوحاة من الإرث الإسلامي، وانتهاءً بالخدمة المخصصة التي تضع الزائر في صدارة الاهتمام. إنها بيئة تهدف إلى أن يكون لكل لحظة فيها صدى في وجدان الضيف، ولكل زاوية فيها حكاية تربط الماضي بالحاضر.

أبعد من الرفاهية

لا تنحصر تجربة "مكارم" في الفخامة المادية، بل تتجاوزها إلى عمقٍ ثقافي وروحاني يجعل من كل إقامة فُرصة للتأمل، واكتشاف الذات، والتواصل مع المعاني العميقة للرحلة الإيمانية. من خلال برامجها وتجاربها المصممة بعناية، تُمكِّن "مكارم" ضيوفها من إعادة الاتصال بتاريخ المكان، والاندماج في اللحظة الروحانية بكل حواسهم. هذا التجانس بين الماضي والحاضر، هو ما يجعل تجربة "مكارم" مختلفة عن سواها.

قيمنا... فلسفتنا في الضيافة

ولأن القيم هي ما يصنع الفرق الحقيقي في عالم الضيافة، حرصت "مكارم" على أن تكون فلسفتها في التعامل مع الضيوف متجذرة في مبادئ واضحة تقود كل تفصيلة. التعاطف، ذلك النور الداخلي الذي يوجه علاقاتها، يشكل الأساس في كل تفاعل. والترابط، الذي يعزز شعور الانتماء، يمنح كل ضيف مكانًا يشعر فيه بالاحتواء. الأصالة، كقيمة راسخة، تنعكس في التصاميم، والخدمات، والطابع العام للفنادق. أما الرعاية، فهي سر "مكارم"، حيث يشعر الضيوف دائمًا باهتمام استثنائي. ويظل التواضع هو الإطار الذي يجمع كل تلك القيم، في بيئة يُحتفى فيها بالضيف ويُقدم له الأفضل من منطلق الاحترام والتقدير.

الكونسيرج الديني: دعم مخصص للرحلة الإيمانية

وإيمانًا منها بأن تجربة الضيافة لا تكتمل دون فهم حقيقي لاحتياجات الضيف الروحانية، تقدم "مكارم" خدمة "الكونسيرج الديني"، التي تُعد من أبرز الابتكارات في مجال الضيافة المتخصصة. لا تقتصر هذه الخدمة على التوجيه العام أو المعلومات التقليدية، بل تتجاوز ذلك نحو تجربة مصممة بعناية تستجيب لتطلعات الزوار من مختلف الخلفيات.

يتولى فريق مختص من ذوي الخبرة والاطلاع إعداد برامج مخصصة تنسجم مع اهتمامات كل ضيف، سواء كان يبحث عن إرشادات حول أداء المناسك، أو يسعى لفهم أعراف وتقاليد المكان بما يثري زيارته ويمنحها بعدًا روحانيًا أعمق. ويشمل ذلك توفير مواد توعوية، وجدولة زيارات للمواقع ذات الطابع الديني، والتنسيق مع جهات موثوقة لضمان سلامة المعلومات ودقتها.

تعكس هذه الخدمة التزام "مكارم" بتوفير تجربة ذات بعد إنساني وروحاني حقيقي، حيث يُعامل كل ضيف باعتباره في رحلة مقدسة، تستحق العناية والرعاية الكاملة. وتُشعر هذه التجربة الزائر بأن "مكارم" ليست فقط مكان إقامة، بل رفيق درب في رحلته الإيمانية، حاضر بدقة في كل لحظة ومتفهم لكل احتياجاته، في مزج فريد بين الاحتراف والتقدير الروحاني.

فنادق متعددة... نسق واحد

وتحت مظلة مجموعة "مكارم"، تنضوي فنادق ذات طابع مميز مثل مكارم أجياد، مكارم أم القرى، مكارم البيت، مكارم منى، وفندق مكارم رواية، ومكارم أجنحة إطلالة الحرم ومكارم برج المدينة في المدينة المنورة. وتشكل هذه الفنادق معًا لوحة متكاملة تجسد فلسفة العلامة وتخدم مختلف شرائح الزوار، من الحجاج والمعتمرين.

في صميم رؤية 2030

ورغم التزامها العميق بالجذور، فإن "مكارم" لا تغفل عن المستقبل. فهي اليوم في مرحلة متقدمة من استكمال مشروع إعادة التدشين الشامل، الذي يستهدف تعزيز الهوية البصرية والخدمية، وتوسيع نطاق الابتكار والتقنيات، ورفع مستوى الكفاءة التشغيلية بما يتماشى مع تطلعات الضيوف الجدد. ومن خلال الاستثمار المستمر في البنية التحتية، والمبادرات البيئية، وتنمية الكوادر البشرية، تؤكد "مكارم" التزامها بالبقاء في موقع الريادة، لا باعتبارها الأقدم فقط، بل أيضًا باعتبارها الأكثر تقدمًا.

تجربة تليق بالحرمين الشريفين

تنسجم هذه الرؤية مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تسهم "مكارم" - العلامة الفندقية التابعة لشركة طيبة، الشركة السعودية الرائدة في قطاع الضيافة - في تنمية السياحة الدينية، وتعزيز التنوع الاقتصادي، والارتقاء بجودة الحياة، عبر ضيافة سعودية أصيلة بمعايير عالمية. وبفضل شراكاتها مع أكثر من 500 جهة سفر دولية، وخبرة تمتد لأكثر من 40 عامًا، ومعدل رضا ضيوف يتجاوز 90%، تؤكد "مكارم" مكانتها كأحد الأعمدة الراسخة في مشهد الضيافة بالمملكة.

الختام: تجربة تُحفر في الذاكرة

إن تجربة "مكارم" هي دعوة مفتوحة لعيش لحظة مختلفة. لحظة تتجاوز الراحة لتصل إلى المعنى. تتجاوز الخدمة لتصل إلى الأثر. إنها باختصار، تجربة ترتكز على الأصالة، وتزدهر في الكرم الأصيل، وتبقى في الذاكرة كعلامة فارقة في رحلة كل زائر إلى البقاع المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا