وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على نظام نزع ملكية العقارات للمصلحة العامة ووضع اليد المؤقت على العقارات. وأكدت هيئة عقارات الدولة أن النظام يكفل حقوق الملَّاك والجهات صاحبة المشاريع في مواده كافَّة، ومن ذلك تقييم العقارات المنزوعة من خلال مقيِّمين معتمدين من الهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين، وفقًا لقيمة السوق العادلة، مع إضافة 20% إلى تلك القيمة عوضًا عن النزع، وكذلك أجرة المثل مضافًا إليها 20% من تلك القيمة تعويضًا عن وضع اليد المؤقت.
تعويض عادل
وصرح وزير المالية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لعقارات الدولة، محمد الجدعان، بأن النظام يأتي ضمن التطورات التنظيمية والتشريعية التي تشهدها المملكة في ضوء رؤية المملكة 2030، إذ يهدف إلى توحيد إجراءات نزع ملكية العقارات ووضع اليد المؤقت عليها، وتطويرها بشكلٍ ميسَّر وشفاف، وتحقيق المصلحة العامة، إضافةً إلى ضمان تحقيق التعويض العادل لملَّاك العقارات المقرر نزع ملكيتها والجهات صاحبة المشاريع.
من جهته، أضاف محافظ الهيئة العامة لعقارات الدولة الدكتور عبدالرحمن الحركان: "تضمَّن النظام إعفاء الملَّاك المنزوعة عقاراتهم من ضريبة التصرفات العقارية لمدة خمس سنوات بما يعادل القيمة الضريبية لمبلغ التعويض أو أقل منه، وذلك عند شرائهم عقاراتٍ بديلةٍ من العقارات المنزوعة، ويبدأ هذا الإعفاء من تاريخ تسلُّمهم مبلغ التعويض، وكذلك إعفاء الملَّاك من رسوم الأراضي البيضاء في حال كان التعويض بأرضٍ بديلة".
وبيَّن محافظ الهيئة أنَّ النظام وحَّد مرجعية التنظيم والإشراف والرقابة على عمليات نزع ملكية العقارات ووضع اليد المؤقت عليها، حيث تُقدم طلبات نزع الملكية ووضع اليد المؤقت إلى لجنةٍ في الهيئة العامة لعقارات الدولة بمشاركة عددٍ من ممثلي الجهات الحكومية، مع ضرورة توفير الاعتمادات اللازمة قبل البدء في الإجراءات، والبحث عن عقارات للدولة تفي بأغراض المشروع المحقِّق للمصلحة العامة قبل البدء في إجراءات النزع.
محادثات سياسية
وفي مستهل الجلسة؛ أحاط خادم الحرمين الشريفين، مجلس الوزراء، بفحوى الرسالة التي تلقاها من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتتصل بالعلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
واطّلع المجلس إثر ذلك على نتائج استقبال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الرئيس المصري، وعلى ما تضمن الاتصال الهاتفي بينه وفخامة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين من تثمين دور المملكة العربية السعودية ومساعيها البناءة لإحلال السلام العالمي، وتعزيز الحوار بوصفه سبيلًا لحل الأزمات الدولية.
وتابع مجلس الوزراء مستجدات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم، مشددًا مطالبة المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي خاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإسراع في التدخل لإنهاء حالة المجاعة بقطاع غزة، ووقف حرب الإبادة والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق.
اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية
وأوضح وزير الإعلام سلمان الدوسري، أن المجلس أكد دعمه لمخرجات الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة؛ لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتنسيق آليات التحرك لوقف الإبادة الجماعية والقرارات والخطط الرامية إلى ترسيخ الاحتلال والسيطرة الكاملة على قطاع غزة. وشدّد المجلس أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية دون مساءلة أو عقاب يقوض النظام الدولي وقواعد القانون الدولي، ومن شأنه توسيع دائرة الصراع والاضطرابات وتهديد الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأدان المجلس بشدة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتوغلها داخل الأراضي السورية والتدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدًا دعم المملكة الكامل لما تتخذه الحكومة السورية من إجراءات لتحقيق الأمن والاستقرار والمحافظة على السلم الأهلي وسيادة الدولة ومؤسساتها، والرفض القاطع لأي دعوات انفصالية لتقسيم هذا البلد الشقيق.
وجدّد المجلس دعوة المملكة جميع الأطراف السودانية إلى تنفيذ بنود "إعلان جدة" الموقع في مايو 2023م، والالتزام بحماية المدنيين وضمان أمن ممرات المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتغليب مصلحة الشعب السوداني الشقيق وتجنيبه ويلات الحرب والصراعات الداخلية.
جائزة حفظ القرآن
وأعرب مجلس الوزراء لدى استعراضه إحصاءات شاملة لأعداد المعتمرين في هذا العام؛ عن الترحيب الدائم بضيوف الرحمن القادمين من مختلف دول العالم، وعن الحرص المستمر على بذل الجهود وتسخير جميع القدرات والإمكانات لتوفير سبل الراحة لهم منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
وبين معالي وزير الإعلام، أن المجلس أشاد بنجاح مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، التي شهدت لأول مرة في تاريخها مشاركة (179) متسابقًا من (128) دولة؛ مواصلة المملكة بذلك ريادتها في خدمة الإسلام والعناية بكتاب الله وحفظته.
حملة التبرع بالدم
وأثنى مجلس الوزراء على التفاعل المجتمعي الواسع مع الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم، التي أطلقها سمو ولي العهد بهدف ترسيخ قيم العمل الإنساني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم ومكوناته؛ لضمان توفير إمدادات آمنة ومستدامة تلبي احتياجات المستفيدين في جميع مناطق المملكة.
وقدّر المجلس إسهام صندوق تنمية الموارد البشرية في توظيف (267) ألف مواطن ومواطنة للعمل في منشآت القطاع الخاص خلال النصف الأول من العام 2025م؛ معززًا بذلك دوره الإستراتيجي في تمكين الكوادر الوطنية ورفع تنافسيتها، ودعم نمو سوق العمل بالمملكة.
وعدّ المجلس تشريف ولي العهد الحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية؛ امتدادًا لدعمه المتواصل لهذا القطاع من خلال إطلاق حزمة متكاملة من التشريعات والأنظمة ضمن إطار إستراتيجية وطنية تهدف إلى بناء قطاع تنافسي عالمي يوفر (39) ألف وظيفة، ويساهم بنحو (50) مليار ريال في الناتج المحلي بحلول عام 2030م.
قرارات المجلس
- التباحث بين هيئة الأمن الصناعي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في شأن مشروع مذكرة تفاهم في مجال الأمن الصناعي.
- التباحث مع المجلس الإسلامي في مدغشقر في شأن مشروع مذكرة تفاهم بينهما في مجال الشؤون الإسلامية.
- مذكرة تفاهم بين المملكة وإندونيسيا للتعاون في مجال الثروة المعدنية.
- التباحث مع الجانب الصيني في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تبادل المعلومات في مجالي البنية التحتية والتشييد.
- مذكرة تفاهم بين المملكة والهند للتعاون في المجالات الصحية.
- التباحث مع فنزويلا في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطيران المدني بين المملكة والكويت.
- التباحث مع الجانبين القبرصي والغامبي في شأن مشروعي مذكرتي تفاهم للتعاون في مجال العمل المحاسبي والرقابي والمهني.
- الموافقة على نظام نزع ملكية العقارات للمصلحة العامة ووضع اليد المؤقت على العقارات.
- الموافقة على الإستراتيجية المحدّثة لتطوير منطقة عسير.