في إنجاز طبي جديد، شهد مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، نجاح إجراء أول عملية لمعالجة فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، تعاني من إنحناء مزدوج ومعقد بالعمود الفقري تبلغ زاويته 70 درجة، وذلك عن طريق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والطباعة ثلاثية الأبعاد (3D). ذكر ذلك الدكتور عوض العوض استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج الحاصل على الزمالة الأمريكية والسويدية.
وقال الدكتور عوض أنه فور وصول المراجعة للعيادة بصحبة والدتها، تم الإستماع إلى شكواها، وتبين أنها تعاني من ألم شديد في العمود الفقري، يزداد حدته عند الجلوس لفترات طويلة وهو الأمر الذي أثر على تحصيلها العلمي، كما اتضح من الفحص السريري عدم اتزان الاكتاف، وكذلك نتوء في الأضلاع أسفل لوح الكتف، الأمر الذي تسبب في حدوث تشوه بالشكل العام للظهر، وضُعف في نمو الجسم والطول لديها.
مفيداً بأنه تم اخضاعها لعدد من الفحوصات الطبية الدقيقة بالتصوير المقطعي (C.T Scan) والأشعة السينية الرقمية (Digital X-Rays) والرنين المغناطيسي (M.R.I) والتحاليل المخبرية، والتي كشفت بدقة أن الفتاة تعاني من جنف معقد بإنحناء مزدوج في منطقة فقرات الصدر والفقرات القطنية بزاوية انحراف تتجاوز 70 درجة و43 درجة على التوالي، فضلاً عن وجود إنحراف تعويضي في منطقة التقاء الفقرات الصدرية مع الفقرات العنقية بنسبة 30 درجة. مشيراً إلى أن هذا النوع من الإعوجاج يُعد من حالات الجنف شديدة التعقيد.
وأضاف دكتور العوض أنه تم تكوين فريق طبي من استشاريي جراحة العمود الفقري والتخدير والعناية المركزة والتمريض، والذي قاموا بوضع خطة علاجية تقتضي التدخل الجراحي باستخدام أحدث التقنيات التي تعمل بالذكاء الإصطناعي (AI) والطباعة ثلاثية الأبعاد (3D)، وذلك للحصول على أعلى درجات الدقة والأمان. موضحاً أن العملية استغرقت قرابة الثلاث ساعات تحت التخدير العام، وتم فيها تعديل فقرات العمود الفقري بدقة عالية، نقلت بعدها المراجعة إلى جناح التنويم، مشيراً إلى أن نتائج الفحوصات ما بعد التدخل الجراحي أكدت نجاح العملية ولله الحمد. وقد بدأت المراجعة في المشي صباح اليوم التالي للعملية، وظهر بوضوح إعتدال العمود الفقري واتزان الأكتاف.
مؤكداً على أن التقنية الجديدة وفرت أعلى درجات الدقة والأمان وقللت فترة التشافي بعد الجراحة والتعرض للأشعة أثناء العملية لأنه في العمليات التقلدية يتم استخدام الأشعة للتأكد من وضع المسامير مما يعرّض المريضه والفريق الطبي لجرعات عالية من الاشعاع، وقد خرجت الفتاة من المستشفى بعد 3 ايام وهي بصحة جيدة ولله الحمد.
واختتم الدكتور عوض العوض حديثه قائلاً أن التقنية الجديدة، تتمثل في إجراء صور أشعة بالتصوير المقطعي المتقدم (C.T Scan) والذي يعمل وفق بروتكول خاص بالإشعاع منخفض الجرعة، يتبع ذلك ارسال النتائج للذكاء الاصطناعي (AI)، لطباعة مجسم ثلاثي الأبعاد (3D) لكل فقرة من الفقرات المراد علاجها، والذي يحاكي التشريح الحقيقي والمطابق للعمود الفقري.
موضحاً بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والطباعة ثلاثية الأبعاد، تلعب دوراً مهماً في تحديد موقع وحجم البراغي المستخدمة في التثبيت ما بعد تعديل الفقرات بدقة عالية، بخلاف العمليات التقليدية التي يعتمد فيها الجراح على احساسه مما يستغرق وقت أطول أثناء التدخل الجراحي، واحتمالية إصابة النخاع الشوكي -لاسمح الله- في حال اختيار براغي بأطوال غير مناسبة، وهذا ما تم تفاديه بالتقنية الجديدة.