شكلت القرى التراثية والأسواق الشعبية بمنطقة الباحة خلال موسم صيف الباحة 2025، إضافةً جديدة بإبراز النماذج الحية والواقعية لبيئة المنطقة بطريقة تعايش أبنائها، وحققت إقبالًا لافتًا للزوار من أجل الاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش مع طقوسها المختلفة التي تخاطب الماضي بكل تفاصيله.
وشهد عدد من قرى وأسواق الباحة التراثية العديد من الفعاليات الثقافية، والعروض والألعاب الشعبية والرقصات الفلكلورية، والخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية، وصناعة الملابس التراثية، إلى جانب مهنة البناء والزراعة والحرث، والورش الفنية، ودورات الخط العربي، والرسم الحر، وأركان الحرف اليدوية والمجسمات التراثية، والأكلات الشعبية، وتدوير الحرف التراثية المتنوعة، فضلًا عن المسابقات الثقافية والترفيهية الموجهة للأطفال، والبرامج المتنوعة التي قدمتها الفرقة الاستعراضية المشاركة.
وأوضح المشرف على مهرجان قرية الأطاولة التراثي في نسخته الثامنة الحسين الزهراني أن المهرجان أصبح وجهةً سياحية مثالية، تجمع بين سحر الطبيعة وجمال التاريخ، والمتعة والترفيه، إذ يتاح للزوار من داخل وخارج المملكة التعرف على الحياة الاجتماعية للأهالي القدامى ويشاهدون الفنون التراثية الشعبية، والعادات والتقاليد والأزياء التراثية والأكلات الشعبية والتفاصيل العمرانية، والمهن والحرف التقليدية.
وأشار إلى أن المهرجان استمر 10 أيام، وسط إقبال كبير من الزوار من مختلف الأعمار، شاهدوا ما يعرضه من عادات وتقاليد عاشها الآباء والأجداد في الماضي.
من جانبه أفاد رئيس مجلس إدارة جمعية الدار التراثية الأهلية هاشم الزهراني بأن مهرجان الدار بقرية الموسى التراثية في نسخته الثالثة، يهدف إلى تنشيط الجانب السياحي والتعريف بتاريخ المنطقة والاعتزاز بتراثها وموروثها والمحافظة عليه من الاندثار، مشيرًا إلى أن المهرجان شهد تنفيذ 16 فعالية مستمدة من بيئة الباحة وإرثها التاريخي، ومشاركة 70 حرفيًّا من مختلف الحرف اليدوية، التي تشتهر بها المنطقة.
وأوضح أن القرية شهدت بعد ترميمها في عام 2021 بجهود من أبنائها وبدعم من رجال الأعمال، عددًا من الأنشطة والبرامج المتنوعة؛ بهدف بناء مجتمع متكامل يُسهم في الحفاظ على التراث الثقافي، ويعزز دوره في التنمية المستدامة في منطقة الباحة.
وأسدل سوق رغدان التاريخي الستار على برامجه الصيفية التي قدمت خلال إجازة صيف هذا العام، تحت شعار "حكاية.. وتراث"، واستمر خمسة أيام حافلًا ببرامج ثقافية وفنية، ومشاهد تحاكي الحياة القديمة؛ بهدف دعم الحرفيين والأسر المنتجة، وإبراز الموروث الثقافي للمنطقة، وتعزيز حضور الباحة وجهةً سياحيةً وثقافيةً متميزة على مدار العام.
ويشهد متحف الأخوين في قرية الملد التراثية إقامة عدد من المبادرات التاريخية والفنية التي تسهم في التعريف بتراث وتاريخ وثقافة المنطقة وربط الأجيال الجديدة بالفنون الشعبية القديمة، وأفاد المشرف على المتحف محمد الغامدي أن القرية التراثية تملك مقومات تاريخية وإرثًا ثقافيًّا واجتماعيًّا يستفاد منه في تنفيذ عدد من البرامج والفعاليات التي تشهد إقبالًا متزايدًا كل عام خلال موسم الصيف على وجه الخصوص.
وبين أن القرية اكتسبت خصوصية ومكانة تاريخية من وجود حصن الأخوين "التوأمين" الذي يطلّ على قرية الملد صامدًا ببنائه وشامخًا بتاريخه، ويجاوره العديد من المنازل التراثية القديمة.
ويعد سوق "السبت" بمحافظة بلجرشي من أشهر أسواق المنطقة, الذي يعود تاريخه إلى ما يزيد عن مئة عام، إذ يحتفظ بنكهته وطابعه الخاص، رغم وجود المحال والأسواق الحديثة، إلا أنه ما زال محتفظًا بمكانته في قلوب الكثير من أهالي المنطقة أو الذين يأتون من خارجها نظرًا لخصوصية معروضاته، التي تحكي الكثير من تراث المنطقة الذي صنعه الآباء والأجداد.
يذكر أن في منطقة الباحة أكثر من 194 موقعًا أثريًّا وتراثيًّا تتوزع بمختلف المحافظات التابعة لمنطقة الباحة، تضم 72 قرية تراثية تحتضن تراثًا ثقافيًّا غنيًّا ومتنوعًا، وعاملًا مهمًّا ومحركًا اقتصاديًّا قويًّا، لتشكيل الرؤية السياحية الوطنية المواكبة لمستهدفات الرؤية الطموحة للمملكة، وتبرز الإرث التاريخي للمنطقة أمام جيل الحاضر والمستقبل، أصبحت وجهات سياحية تجذب الزوار والسواح من كل أنحاء العالم، وتشهد إقامة مهرجانات تراثية ووطنية وتاريخية وثقافية.