الغاز الطبيعي يشهد تحولات عالمية

أظهرت بيانات حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الدول المصدرة للغاز تحولات كبيرة في أنماط استهلاك الغاز الطبيعي عالميا خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، حيث تراجع الطلب في الأسواق الآسيوية، بينما شهدت أوروبا نمواً ملحوظاً، وحافظت المملكة العربية السعودية على استقرار طلبها المحلي مع تعزيز استثماراتها في هذا القطاع الحيوي.

تراجع آسيوي

سجل استهلاك الغاز الطبيعي في الدول الآسيوية تراجعا بـ1.5% خلال النصف الأول من 2025، وذلك بعد عام قوي شهد نموا بـ5.5% خلال 2024. ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية: ضعف الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول الآسيوية، وارتفاع أسعار العقود الفورية للغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى الطقس المعتدل نسبيا في مناطق رئيصسية مثل شمال شرق الصين.

وفي التفاصيل، شهدت الصين -أكبر مستهلك للغاز في آسيا- تباطؤا في الطلب خلال النصف الأول من العام على الرغم من النمو الملحوظ الذي سجلته في الربع الأول. كما تراجع الاستهلاك في اليابان 1.2% ليصل إلى 18.6 مليار متر مكعب، وفي كوريا الجنوبية 2.5% إلى 11.3 مليار متر مكعب، وذلك بسبب عوامل عدة، منها زيادة إنتاج الطاقة الكهرومائية في اليابان، وضعف استهلاك قطاع الطاقة بكوريا.

النمو الأوروبي والأمريكي

على الجانب الآخر، سجلت دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا نموا في استهلاك الغاز بـ6.5%، ما يعادل 15 مليار متر مكعب. ويرجع هذا النمو بشكل رئيسي إلى الأحوال الجوية الباردة مقارنة بالمعدلات المعتادة، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة.

وفي أمريكا الشمالية، ارتفع الاستهلاك 2.5%، حيث سجلت الولايات المتحدة نموا بـ2.8% ليصل الاستهلاك إلى 479.5 مليار متر مكعب، بينما زاد الطلب في كندا 5%. ويعود هذا النمو بشكل أساسي إلى برودة الطقس التي عززت الطلب على التدفئة.

توقعات النصف الثاني

يتوقع خبراء الطاقة استمرار النمو في الطلب الأوروبي 3% خلال النصف الثاني من 2025، مع احتمالية تعافٍ جزئي للطلب الآسيوي. كما تشير التقديرات إلى استقرار الأسعار عند مستوياتها الحالية مع زيادة المعروض العالمي.

وتعمل السعودية على زيادة حصتها في سوق الغاز المسال العالمية إلى 5% خلال السنوات الخمس المقبلة، مع تركيز خاص على الأسواق الآسيوية والأوروبية، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الطاقة العالمي.