كشف الخبير في الإعلام والاتصال، الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، في تصريح لـ"سبق"، عن جانب أكاديمي واتصالي فريد في مسيرة حميدان التركي، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي الذي صاحب قضيته وعودته إلى الوطن.
وأوضح الفريجي أن التركي لم يكن مبتعثًا تقليديًا، بل مشروعًا علميًا مميزًا؛ إذ حصل على درجة الماجستير بامتياز من جامعة دنفر قبل أن يتجه نحو الدكتوراه في اللسانيات، متعمقًا في علم الصوتيات العربية والتنغيم (Intonation) الذي يتناول الإيقاع الصوتي ودوره في تشكيل المعنى والتأثير في الخطاب. وبيّن أن اختيار هذا التخصص يعكس نبوغًا يجمع بين الحس اللغوي والدقة التحليلية، لافتًا إلى أن التنغيم ليس مجرد جانب لغوي، بل أداة تضبط الإيقاع العاطفي للكلمات وتحدد وصول الرسالة إلى وجدان المتلقي.
وأشار إلى أن ثبات التركي خلال فترة سجنه، ومن ذلك عبارته الشهيرة: "أنا لست هنا لأعتذر عن شيء لم أرتكبه"، يعكس اتزانًا راسخًا مدعومًا ببيئة أسرية متماسكة؛ زوجة تحملت أعباء التربية والرعاية، وأبناء حافظوا على وعيهم وحسن اختيار مفرداتهم.
وأكد الفريجي أن هذه التجربة تمثل درسًا في أن الحضور الاتصالي يُبنى على مسار طويل يجمع بين التكوين الأكاديمي ودعم الأسرة، ليشكل نموذجًا ملهمًا في الإعلام والقيادة وصناعة الرسائل المؤثرة.
ويُذكر أن حميدان التركي، المبتعث السعودي إلى الولايات المتحدة، أوقف عام 2004 بتهم متعددة، وحُكم عليه بالسجن لسنوات طويلة قبل أن تتقلص المدة لاحقًا، حتى أعلن مؤخرًا عن عودته إلى أرض الوطن وسط احتفاء شعبي واسع.