حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، مشيراً إلى وجود مساعٍ متعمدة لإضعاف دور الأونروا واستبدالها بمؤسسات بديلة مدفوعة بأجندات سياسية.
وأكد لازاريني، في منشور له عبر منصة "X"، أن الآلية الحالية لتوزيع المساعدات تُستخدم كوسيلة ضغط جماعي ضد الفلسطينيين، موضحاً أن هذا النهج تسبب في وفاة نحو 1400 شخص من الجوع، في ظل حصار خانق ومنع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكثر من خمسة أشهر.
وشدد على أن تهميش الأونروا لا يُعد فقط استبعاداً لمنظمة دولية، بل يُمثل عقوبة جماعية للفلسطينيين بسبب بقائهم في غزة، محذراً من أن المجاعة الحالية هي نتيجة مباشرة لهذا التوجه.
وتأتي هذه التصريحات بينما تتزايد الانتقادات الدولية لآلية توزيع المساعدات، في وقت يُقتل فيه العشرات يومياً بسبب الجوع وسوء التغذية.
وأشارت الشبكة إلى أن الأمم المتحدة ألقت جزءاً من المسؤولية على مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي بدأت عملها في مايو الماضي، وسط تحفظات من منظمات إنسانية وعدد من الحكومات الأجنبية بشأن أدائها.
وفي تطور ميداني، أجرى ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، زيارة إلى غزة يوم الجمعة، ضمن جهود لوضع خطة جديدة لإيصال المساعدات، بعد فشل الآليات الحالية في الحد من الأزمة.
كما حذّر المرصد العالمي لمراقبة الجوع من اقتراب غزة من حافة المجاعة الكاملة، وسط ارتفاع عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء، وتزايد حالات سوء التغذية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقرّ بقتل فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، مشيراً إلى إصدار توجيهات لقواته لتحسين سلوكهم الميداني، إلا أن الحوادث القاتلة ما تزال تتكرر.
وذكرت "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن مسعفين في القطاع أن الوضع الإنساني شهد تصعيداً خطيراً بين شهري مارس ومايو الماضيين، بعد أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات الغذائية والطبية تقريباً عن غزة، ما يهدد بانهيار شامل في الوضع الإنساني.