يرى الكاتب الصحفي إبراهيم علي نسيب أنه من المحبط للطلاب وأسرهم، أنْ ينتهي تعب سنين الدراسة، وسهر الليالي، ويموت الطموح، وتنتهي الآمال، بسبب اختبارات التَّحصيلي والقُدرات، مطالبا بأن تكون حسابات النسبة الموزونة بـ(70%) من المعدل العام، و(30%) من التَّحصيلي والقُدرات، حتى "لا نلغي سنين الدراسة كلَّها ويضيع حلم الطلاب وأسرهم" بحسب الكاتب.
وفي مقاله " التحصيلي والقدرات!!" بصحيفة "المدينة"، يقول "نسيب": "قضية أنْ ينتهي تعب السنين، وسهر الليالي، ويموت الطموح، وتنتهي الآمال، هكذا فجأةً، وبسبب التَّحصيلي والقُدرات، والذي بات يأخذ الخرِّيجين والخرِّيجات إلى ما لم يكن في حسبانهم، هي قضية مُحبطة، و(لا) بأس في أنْ يبقى امتحان القياس والتَّحصيلي بنسبة (30%)، لكنْ أنْ يلغي سنين الدراسة كلَّها، السنين التي يعيشها الطلاب والطالبات مع مدارسهم، والحياة الدراسيَّة من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، والتي لو حسبناها بالأيام لكانت بما يقارب من (3660) يومًا دراسيًّا، مطروحًا منها ما يقارب من (720) يومًا، هي أيام الإجازة، أيام كان الحضور فيها تعبًا، والانصراف منها تعبًا، كانت البيوت والأمهات والآباء يعيشون معها أيامًا عصيبةً وقلقًا، وفي النهاية يأتي امتحان التحصيلي والقدرات وينهي كل شيء!!".
ويضرب "نسيب" أمثلة بطلاب مجتهدين ضاع حلمهم، ويقول: " أنا هنا أتحدَّث عن طالب تخرَّج في إحدى المدارس العالميَّة، وحصل على معدل (98.29%)، وتقديره ممتاز مرتفع، ونسبته الموزونة (88.12%)، وعن طالبة حصلت على نسبة (99.82%) بتقدير ممتاز مرتفع في الثانوية العامة، ونسبتها الموزونة (81%)، وهم طلاب مجتهدون جدًّا، وكان حلمهم في أنْ يكونوا أطبَّاء، لكن امتحان التَّحصيلي والقُدرات قتل هذا الحلم، وحوَّله إلى رماد، نعم قتل كل شيء كانوا يضعونه في حسبانهم وفي صدورهم".
ويتساءل الكاتب: " لماذا (لا) تكون حسابات النسبة الموزونة هكذا (70%) من المعدل العام، و(30%) من التَّحصيلي والقُدرات، وبهكذا حسبة يكون للتعب قيمة، ولسنين الدراسة ثمرة، لكن أنْ يكون العكس، فهذا تعب مختلف، تعب يلغي كل ما قبله، يلغي جهود الطالب والمعلِّم، والمدرسة والبيت، والجد والاجتهاد، والحضور والغياب، نعم يلغي كل شيء، ويُدمِّر أحلام الخرِّيجين والخرِّيجات، والحقيقة أنَّ كل الطلاب وكل الطالبات يتمنُّون أنْ يكون الحساب معكوسًا، ويكون القبول مُحقِّقًا لأحلامهم!!".
وينهي "نسيب" قائلا: "كل جامعاتنا راقية جدًّا، وتعليمنا متطوِّر بحق، والسؤال هو: لماذا (لا) نترك للميدان التعليمي في السنة الجامعيَّة الأولى تقرير المسار بعد القبول!؟ وهو قادر وبجدارة على أنْ يضع أحلام الطالب والطالبة حيِّز التنفيذ".