منذ ظهوره الأول في تدريبات نادي النصر، نجح النجم البرتغالي جواو فيليكس في لفت الأنظار، وإثارة حماس جماهير الفريق التي علّقت آمالها على قدراته لاستعادة نغمة البطولات التي غابت الموسم الماضي.
وكان فيليكس قد انضم رسميًا لبعثة النصر في مدينة سالفيلدن النمساوية ضمن المرحلة الأولى من برنامج الإعداد للموسم الجديد، ليحلّ بديلًا عن الكولومبي "دوران"، في صفقة لقيت ترحيبًا واسعًا من أنصار النادي.
ولد جواو في مدينة فيسيو البرتغالية عام 1999 لأبوين يعملان في قطاع التعليم، وكان والده معلم تربية بدنية، ما أسهم في تعميق شغف جواو وشقيقه الأصغر هوغو بكرة القدم منذ الصغر. لم تكن غرفة المعيشة مجرد مكان للجلوس، بل تحولت إلى ملعب مصغر مارس فيه هوايته يوميًا، قبل أن يلتحق في سن الثامنة بنادي أوس بيستينهاس المحلي.
في عام 2008، انضم إلى أكاديمية بورتو، لكنه واجه تحديات قاسية بسبب بُعد المسافة بين منزله وملعب التدريب، ليضطر في سن الثانية عشرة إلى مغادرة أسرته. في تلك المرحلة، فكّر جواو جديًا في التوقف، لولا دعم والده الذي منعه من الاستسلام وشجعه على مواصلة الطريق.
انتقل بعدها إلى أكاديمية بنفيكا عام 2015، وهناك بدأت تتضح ملامح النجم القادم، إذ صقل مهاراته وطور أسلوب لعبه بشكل لافت.
سجل ظهوره الأول مع الفريق الأول لبنفيكا في 2018، وقادهم لتحقيق الدوري، محققًا جائزة "الفتى الذهبي" وأفضل لاعب صاعد. في صيف 2019، انتقل إلى أتلتيكو مدريد بصفقة قياسية بلغت 126 مليون يورو، ساهم خلالها في الفوز بلقب الليغا موسم 2020-2021، قبل أن يُعار لاحقًا إلى تشيلسي ثم برشلونة.
فيليكس يُعرف بمهاراته الفنية العالية، وقدرته على خلق الفرص والتسجيل من مسافات بعيدة، إلى جانب رؤيته الميدانية وتمريراته الدقيقة، وهو ما يجعله أحد أبرز المواهب الشابة في الكرة الأوروبية.
لم يقتصر تأثير فيليكس على الملاعب فقط، ففي خضم جائحة كورونا عام 2020، بادر بتقديم تبرعات لمستشفى في مسقط رأسه، شملت أجهزة طبية ضرورية لإنقاذ الأرواح، مؤكدًا حضوره الإنساني كما هو الرياضي.
واليوم، يعود فيليكس إلى الواجهة مجددًا، ولكن من بوابة نادي النصر، في مهمة جديدة عنوانها: إعادة الفريق إلى منصات التتويج محليًا وآسيويًا، فهل ينجح في هذه المهمة كما نجح في تحدياته السابقة؟