رغم التقلبات التي طالت الأسواق العالمية في بداية الربع الثاني من العام الجاري، أظهرت أسواق الاكتتاب العام في دول مجلس التعاون الخليجي ثباتًا لافتًا في أدائها، محافظة على جاذبيتها أمام المستثمرين المحليين والدوليين، جامعة نحو 9.38 مليارات ريال سعودي (2.5 مليار دولار) من خلال أربعة اكتتابات رئيسية وثمانية إدراجات في السوق الموازية «نمو» في المملكة العربية السعودية، وفق أحدث تقارير برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط.
السعودية في صدارة المشهد
استحوذت المملكة على الحصة الأكبر من عائدات الاكتتاب بنسبة 76%، مما يعكس عمق السوق السعودية وثقة المستثمرين بها. ومن أبرز الصفقات، برز اكتتاب «طيران ناس»– أول اكتتاب عام لشركة طيران خليجية منذ أكثر من 15 عامًا– إلى جانب إدراج الشركة الطبية المتخصصة التي جمعت وحدها 1.88 مليار ريال سعودي (نصف مليار دولار) في يونيو، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس انتقال السوق السعودي إلى استقطاب طروحات نوعية وثقيلة الوزن.
كما حافظت السوق الموازية «نمو» على نشاطها، حيث سجلت 8 إدراجات بقيمة 480 مليون ريال سعودي، مقارنة بـ303.75 ملايين ريال سعودي خلال نفس الفترة من العام الماضي، في مؤشر واضح إلى استمرار تدفق رؤوس الأموال نحو الشركات المتوسطة والصغيرة.
الإمارات تعيد زخم العقارات
في الإمارات استعاد سوقا أبوظبي ودبي الماليان بريقهما خلال الربع الثاني، محققين مكاسب بلغت 7% و15% على التوالي، بعد فترة من التذبذب في الربع الأول. وجاءت هذه القفزة مدعومة بالأداء القوي لقطاعات العقارات والصناعة والقطاع المالي.
وشهد سوق دبي المالي إدراج «صندوق دبي ريت السكني»، في أول طرح لصناديق الاستثمار العقاري في الإمارة منذ عام 2014، مما يُعد مؤشرًا إلى تعافي ثقة المستثمرين في قطاع الأصول البديلة والعقارية.
تقلبات السوق
في حين دفعت تقلبات السوق العالمية في أبريل بعض الشركات الخليجية إلى إعادة تقييم توقيت إدراجها العام، فإن أغلب أسواق المنطقة أظهرت مرونة نسبية، خصوصاً مع تعافي المؤشرات في النصف الثاني من الربع. وقد لعبت التوترات التجارية العالمية وتذبذب أسعار الطاقة دورًا ملحوظًا في تراجع مؤشر السوق السعودية (TASI) بنسبة 6%، متأثرًا بهبوط خام برنت بنحو 20%.
مع ذلك، تؤكد برايس ووترهاوس كوبرز أن النظرة المستقبلية تبقى إيجابية بحذر، حيث لا يزال خط الاكتتابات الأولية في الخليج «قويًا ومتعدد القطاعات»، مع استعداد عدد من الشركات للإدراج خلال الربع الأخير من 2025 ومطلع 2026، رغم الطابع الموسمي الهادئ للربع الثالث.
طفرة في السندات والصكوك
وفي جانب أسواق الدين، سجل الربع الثاني قفزة كبيرة في إصدارات السندات والصكوك، إذ بلغت قيمة السندات نحو 18.38 مليار ريال سعودي (4.9 مليارات دولار) مقارنة بـ1.88 مليار ريال سعودي فقط في الفترة نفسها من 2024، في حين ارتفعت إصدارات الصكوك إلى 42.75 مليار ريال سعودي (11.4 مليار دولار) مقابل 36.37 مليار ريال سعودي (9.7 مليارات دولار) في الربع الثاني من العام الماضي، مما يؤكد تنوع أدوات التمويل واتساع قاعدة المستثمرين الباحثين عن عوائد مستقرة وسط مناخ اقتصادي متغير.
السعودية في الصدارة
76% من إجمالي عائدات الاكتتابات الخليجية
4 اكتتابات رئيسية
+ 8 إدراجات في نمو
2.4 مليار دولار جمعتها السوق السعودية