في خطوة مفاجئة، بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية تتحرك من مصر نحو غزة، بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إسقاط مساعدات جوية للقطاع المحاصر، بعد أشهر من الضغوط الدولية وتحذيرات وكالات الإغاثة من تفاقم المجاعة بين 2.2 مليون فلسطيني، فهل تشكل هذه الخطوات بداية حل للأزمة الإنسانية، أم أنها مجرد مسكنات مؤقتة؟
وعبرت عشرات الشاحنات المحملة بأطنان من المساعدات الإنسانية نحو معبر كرم أبو سالم جنوب غزة، وفقًا لتقارير قناة "القاهرة الإخبارية"، وتزامن ذلك مع إعلان إسرائيل عن بدء عمليات إسقاط جوي للمساعدات، تشمل سبع منصات تحمل دقيقًا وسكرًا ومواد غذائية معلبة، بالتنسيق مع منظمات إغاثة دولية، وقد أكدت مصادر فلسطينية وصول المساعدات إلى شمال القطاع، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية التي أعاقت تدفق الإمدادات منذ مارس 2025.
والجيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن إنشاء "ممرات إنسانية" لتأمين تحرك قوافل الأمم المتحدة، مع تطبيق "هدن إنسانية" في مناطق مكتظة بالسكان، لكن هذه الإجراءات تأتي وسط تأكيد إسرائيل على استمرار العمليات العسكرية، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الخطوات في ظل التوترات المستمرة، وفقًا لـ"رويترز".
وحذرت منظمات الإغاثة الدولية من تفشي الجوع بين سكان غزة، مع نفاد المواد الغذائية بعد فرض إسرائيل قيودًا صارمة على الإمدادات، وإسرائيل، من جانبها، تنفي وجود مجاعة، وتتهم الأمم المتحدة "بالتقصير" في توزيع المساعدات، بينما تؤكد الأخيرة أن القيود الإسرائيلية تعرقل عملياتها، وفي هذا السياق، أفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة 127 شخصًا، منهم 85 طفلًا، بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.
وفي حادثة منفصلة، أعلن ناشطون دوليون عن اعتراض سفينة مساعدات أبحرت من إيطاليا إلى غزة، حيث أكدت إسرائيل أن قواتها البحرية منعت السفينة من دخول المياه الإقليمية، ونقلتها إلى سواحلها مع ضمان سلامة الركاب، وهذه الواقعة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه جهود الإغاثة في ظل التوترات الأمنية.
وإلى جانب الإسقاط الجوي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ربط خط كهرباء بمحطة تحلية مياه، لتلبية احتياجات 900,000 نسمة يوميًا، وذلك بعد توقف مفاوضات الهدنة في الدوحة بين إسرائيل وحماس، مما يعزز الشكوك حول استدامة هذه الجهود، مع تحذير أكثر من 100 وكالة إغاثة حذرت، من تفشي المجاعة الجماعية، مطالبة بتدخل عاجل لتجنب كارثة إنسانية.
فهل ستشكل هذه التحركات الإنسانية نقطة تحول، أم ستظل غزة رهينة الصراع والحصار؟