لا تزال "أم مفرح" ترقب الباب الذي أُغلق قبل أكثر من 27 عامًا، حين غادره ابناها مفرح ومحمد الغزواني، بحثًا عن عمل ومستقبلٍ لم يُكتب لهما الوصول، تاركَيْن وراءهما أسرةً لا تزال حتى اليوم تعيش على الأمل وتردد: "ربما يعودان".
وتفصيلًا، كانت بداية الفقد من مركز "عيبان" بمحافظة العيدابي شرق منطقة جازان، إذ خرج الشقيقان في رحلة إلى مدينة الطائف بعد أن طُلِب الابن الأكبر "مفرح" للالتحاق بالسلك العسكري، وكانت الرحلة برفقة أخيه "محمد" الذي ترك الدراسة مبكرًا وذهب معه.
وعند وصولهما إلى محافظة صبيا، تركهما والدهما يبحثان عن سيارة توصلهما، وذهب هو لقضاء عمل، وعاد فلم يجدهما، لتبدأ قصة الغياب الطويلة.
ذكريات باهتة وصور قليلة بصوت مخنوقٍ بالألم، تقول الأم: "ليس لدينا سوى صورة واضحة واحدة لمفرح، وصورة غير واضحة لمحمد، وكلاهما دون بطاقات أو إثباتات، فقط برنت قديم لا يسد الحاجة ولا يقود إلى إجابة."
وبعد أن نَفِد الصبر وتوغلت الأحزان في قلب أمٍ لا تنام إلا على رؤى في الأحلام، تُناشد "أم مفرح" أمير جازان محمد بن عبدالعزيز، بالتدخل الإنساني ومتابعة ملف غياب ابنيها، قائلة: "أعلم أن الله لا يضيع الدعاء، وأن في وطننا قلوبًا حية.. أرجو من سموكم أن تعيدوا لي مفرح ومحمد، أو تبعثوا إليّ أملاً يطمئن قلبي."
وناشدت "أم مفرح" جميع الجهات المختصة بتجديد التفاعل مع ملف الغياب، والبحث عن أي معلومة قد تنير طريق الحقيقة، مشددة على أن العائلة مستعدة للتعاون الكامل ومشاركة ما يتوفر لديهم من معلومات وصور.