قال مشاري محمد بن دليلة، نائب الأمين العام لجمعية عناية الصحية، إنه رافق معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم، رئيس مجلس إدارة الجمعية، في زيارة إلى مركز وطن لعلاج الإدمان، حيث تعمل الجمعية منذ سنتين على مبادرة "تكاتف" التي تهدف إلى العلاج والتأهيل والتمكين لمرضى الإدمان، بالتزامن مع الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات التي أطلقها سمو ولي العهد، والتي كان لها أثر ملموس ومبارك.
وأوضح أن الجمعية تؤمن بأن من حق كل مريض إدمان أن يُعالج ويُؤخذ بيده إلى طريق النجاة، وقد نجحت خلال السنتين الماضيتين في تحقيق استدامة التعافي للملتحقين بالمبادرة، مما ساعدهم على العودة للحياة والمشاركة في بناء الوطن.
وفي أجواء مفعمة بالأمل وسط المسطحات الخضراء والخيول والأنشطة الممتعة، شارك عدد من المتعافين في فعاليات علاجية مدعومة من الجمعية، حيث استُعرضت تجاربهم المؤثرة. عبّروا خلالها عن امتنانهم العميق لإتاحة الفرصة لهم للتعافي، مؤكدين أنهم لم يظنوا أن بوسعهم النجاة من تلك الآفة التي مسخت إنسانيتهم، حتى منّ الله عليهم بالتعافي، لتغمرهم السعادة من جديد، ويرى ذووهم نور الحياة يعود إلى وجوههم.
سرد المتعافون كيف بدأت رحلتهم مع الإدمان في سن المراهقة بسبب قرناء السوء، وكيف كان همهم البحث عن لحظة سعادة زائفة، لينتهوا في ظلمة الألم واليأس. لكن إرادتهم القوية، بعد عون الله، قادتهم إلى التعافي والعودة إلى الطريق المستقيم.
وأكد بن دليلة أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لأمر عظيم، وحذّره من كل ما يهلك العقل والنفس، وأن مروجي المخدرات لا يحملون هدفًا سوى جني المال، حتى لو كان ذلك على حساب أرواح الآخرين. فهم معول هدم لا بناء، يحسدون الناس على صحتهم ويعملون على تدميرها.
وأضاف أن الفطرة الإنسانية مبنية على المحبة والعقلانية، وأن من يجرب هذه السموم يشعر بنشوة زائفة يعقبها ندم مرير، مؤكدًا أن من حق كل مريض بالمواد المخدرة أن يحظى بفرصة للتعافي، والزواج، والعمل، والاحتضان الأسري، فباب العودة إلى الله مفتوح، والدعاء من قلب صادق كفيل بأن يفتح له أبواب النجاة.
واختتم بالتأكيد على أن رؤية المملكة 2030 أولت اهتمامًا كبيرًا بتحصين المجتمع من المخدرات، ومعالجة كل مَن وقع في براثنها، داعيًا كل من ابتلي بالإدمان إلى المسارعة في طلب العلاج، لأن الحياة الحقيقية تكمن في الصحة، والصحبة الصالحة، والأسرة الداعمة، والقرب من الله تعالى.