أكد الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان أن الحياة، رغم ازدحامها بالأقنعة والمجاملات والتقلبات، لا تزال تحتفظ بمساحة للقلوب الطيبة، مشيرًا إلى أن هذه القلوب وإن كانت نادرة إلا أن تأثيرها عميق. وقال: "الطيبون ليسوا أبرياء من الوجع، لكنهم لا يوزعونه، وليسوا أغنياء مال، لكنهم يملكون أغنى القلوب، لا يرفعون أصواتهم، لكنهم يرفعون قدرك أمام نفسك، ويذكرونك في دعائهم دون أن تطلب".
وأضاف الصفيان في مقال نشرته جريدة "اليوم": "السلوك معدٍ، والأخلاق تنتقل كما تنتقل الأمراض، لذا اختر من يحيط بك بعناية. كن قريبًا ممن يذكّرك بالصلاة، لا بالغيبة، ممن يخففون عنك همّ الحياة، لا من يضيفون إليها عبئًا جديدًا".
وأشار إلى أن "القلب وحده هو من يعرف الطيبين دون شرح. معهم تبتسم دون سبب، وتأنس دون مقدمات، وتدعو لهم لأنك تشعر بالأمان بقربهم، وكأنهم وطن صغير يسكنك".
وتابع: "في زمن كثُر فيه الأذى وتعددت فيه النيات، وأصبح الطعن يتم بابتسامة، يظل الطيبون نعمة تمشي على الأرض، لا تُقاس بثمن. تظهر حقيقتهم في المواقف، لا في الصور، وتبرز مع الشدائد لا في مظاهر الظهور الزائف".
واستشهد الصفيان بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"، مضيفًا: "اختر جليسك كما تختار رئتيك الهواء، لا تجالس من يخنقك باسم المزاح أو من يسممك باسم الصراحة. كن مع من يراك إنسانًا لا رقمًا، من يسمعك حقًا، لا من ينتظر دوره بالكلام".
وختم قائلاً: "كن طيبًا، وانتقِ الطيبين. لا تجعل مجلسك مرتعًا للأذى، ولا أذنك طريقًا للسموم، ولا لسانك سهمًا في ظهور الناس. وإذا صادفت طيبًا، فتمسك به، فالنّفوس النقية عملة نادرة، والعمر أقصر من أن نضيعه مع من يتعب القلب".