أكد المتخصص في تكنولوجيا التعليم والخبير التربوي الدكتور معتوق عبدالله الشريف أن تطبيق منهج دراسي للذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم العام سيسهم في تسريع توجه وزارة التعليم نحو التركيز على الجودة الصفية، وتمكين المعلمين من تصميم محتوى تعليمي مخصص يتناسب مع اختلاف مستويات الطلاب داخل الصف.
وقال الشريف: "هذا التوجه ينسجم مع الاتجاهات التعليمية الحديثة، لا سيما مع مشروع (مدرسة بلا أسوار)، الذي يهدف إلى جعل التعليم أكثر مرونة وواقعية، ومرتبطًا بالحياة والمجتمع، من خلال تحويل بيئات التعلم إلى فضاءات مفتوحة تتجاوز الجدران التقليدية، ليصبح المجتمع والمدينة بأكملها فصلاً دراسيًا مفتوحًا".
وبيّن أن إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية سيقلل من الأعباء الإدارية التي تستهلك وقت المعلمين، وتشتتهم عن أداء مهامهم الأساسية في التعليم الفعّال. كما يعزز من فرص الطلاب والمعلمين على حد سواء في تسريع التعلم التقني، وفهم الخوارزميات، وتحليل البيانات، وتطوير مشاريع تقنية في مجالات الروبوتات والتطبيقات وغيرها.
وأضاف أن المنهج الجديد سيسهم في تعزيز مهارات الخصوصية والأمان الرقمي، وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تنمية مهارات التعلم المستمر.
وأوضح الشريف أن هذا التوجه من شأنه أن يعزز نواتج التعلم، ويرفع من مؤشرات التعليم على المستوى العالمي، مثل: مؤشر التنافسية العالمية، ومؤشر جودة التعليم، ومؤشر التنمية البشرية، ومؤشر المعرفة العالمي، والتي تركز على مخرجات التعلم، والمهارات، والعدالة، والمواءمة مع سوق العمل.
وعلى الصعيد المحلي، أشار إلى أن إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم سيساعد على تنويع أساليب التدريس، وتعزيز التعلم القائم على المشاريع، وحل المشكلات، والمحاكاة، والتجريب، والاكتشاف الموجّه، والتعليم المدمج، واستخدام الألعاب التعليمية، والتدريس التشاركي، والتفكير التصميمي، إضافة إلى تطبيق أدوات التقييم المستمر والتكويني.
وأكد الشريف أن هذه التوجهات تسهم في تحسين صورة التعليم خارج المدرسة، من خلال ما يقدمه الطلاب من مشاريع مجتمعية واقعية تسهم في حل مشكلات صحية وبيئية ومرورية، أو من خلال إنجازاتهم التي تمثل مجتمعهم على منصات التتويج، وفي المسابقات والابتكارات والاختراعات.
واختتم تصريحه بالقول: "هذا التحول يدعم الاتجاهات الحديثة نحو التعليم المتمركز حول الطالب، والتحول الرقمي، والتعليم الإلكتروني القائم على المنصات الذكية والذكاء الاصطناعي، ودمجه مع تقنيات الواقع المعزز، لتقديم تعليم مرتبط بالحياة الواقعية، يركز على تنمية المهارات والقدرات، ويعزز أساليب التقييم الشامل المتكامل، بما يحقق أهداف الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بجودة التعليم".