آخر الأخبار

"اختراقات مدمرة".. كيف توصلت إيران إلى ثغرات الدفاعات الجوية لإسرائيل خلال الحرب؟

شارك

خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران، تمكنت طهران من اختراق دفاعات إسرائيل الجوية المشهورة بـ"القوة"، مما أثار جدلاً حول قدرة أنظمتها على الصمود أمام التهديدات المستمرة، وطيلة الحرب التي دامت 12 يومًا في يونيو 2025، استخدمت إيران استراتيجية التجربة والخطأ لكشف ثغرات في النظام الدفاعي الإسرائيلي، الذي كان يُعتبر حصنًا منيعًا، وهذه الحادثة تُعد درسًا تحذيريًا للدول التي تعتمد على أنظمة دفاع صاروخي متطورة، حيث أظهرت أن حتى أكثر التقنيات تقدمًا يمكن اختراقها بفضل الإصرار والتكتيكات المتغيرة، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

هجمات اختبارات

بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل، المعروفة أيضًا باسم "حرب الإثني عشر يومًا"، في 13 يونيو 2025، عندما شنت إسرائيل غارات مفاجئة على منشآت عسكرية ونووية إيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز النووية ومختبرات في أصفهان. ردت إيران بقصف مكثف شمل أكثر من 550 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 1000 طائرة مسيرة متفجرة، مما جعل هذا الصراع الأكثر تصعيدًا بين البلدين، هذه الهجمات اختبرت حدود الدفاعات الإسرائيلية، التي كانت تُعتبر من بين "الأقوى عالميًا".

وتتكون دفاعات إسرائيل الجوية من طبقات متعددة تشمل "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، و"داود المنجر" للتهديدات المتوسطة المدى، و"السهم" للصواريخ الباليستية طويلة المدى، يدعم هذا النظام أيضًا نظام "باتريوت" لمواجهة الطائرات والطائرات المسيرة، ولقد أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها في مواجهة هجمات سابقة، مما جعل إسرائيل رائدة في مجال الدفاع الصاروخي، ولكن هذه الحرب كشفت عن حدودها.

الفشل الأولي

في بداية الصراع، نجحت إسرائيل في اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران، مما عزز الثقة في أنظمتها الدفاعية، ومع ذلك، لم تثنِ هذه النجاحات إيران عن مواصلة هجماتها، بل دفعتها إلى تحليل نقاط الضعف في الدفاعات الإسرائيلية وتطوير استراتيجيات جديدة.

وبدأت إيران في تنويع أنماط هجومها، حيث أطلقت الصواريخ من زوايا مختلفة، وطبقت تقنيات الحرب الإلكترونية لإرباك رادارات إسرائيل، ومن خلال تحليل بيانات كل موجة هجوم، تمكنت إيران من تحديد الأساليب، التي نجحت في اختراق الدفاعات، مما سمح لها بتعديل تكتيكاتها باستمرار، كما أظهرت تقارير أن إيران نجحت في إسقاط طائرات إسرائيلية مسيرة واعتراض طائرة إف-35، مما يشير إلى تحسن قدراتها الدفاعية.

أضرار كبيرة

مع تقدم الحرب، حققت إيران نجاحًا كبيرًا. من بين المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقت، نجح 36 صاروخًا في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، مسببًا أضرارًا كبيرة، وسقط سبعة صواريخ على منشآت حيوية مثل مصافي النفط والمحطات الكهربائية، مما تسبب في انقطاعات في الخدمات الأساسية، كما استهدف ستة صواريخ مواقع عسكرية واستخباراتية، بما في ذلك قاعدة تل نوف الجوية ومعسكر جليلوت، ومركز وحدة 8200 الاستخباراتية، وأدت هذه الضربات إلى حرائق وانقطاعات كهربائية وخسائر في الأرواح.

وتُعد قدرة إيران على اختراق دفاعات إسرائيل صدمة، مما أكد أن أي نظام دفاعي مهما بلغت تقدمه، لا يمكن أن يكون مطلقًا منيعًا، وأن الأعداء يمكنهم التغلب على التقنيات المتقدمة من خلال التكيف والإصرار، وبالنسبة للدول التي تستثمر في أنظمة دفاع صاروخي متطورة، مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، فإن هذا الصراع يُعد درسًا تحذيريًا حول ضرورة الابتكار المستمر واليقظة، كما يبرز الحاجة إلى تطوير استراتيجيات لمواجهة التهديدات المتطورة.

ويُعيد الصراع الأخير بين إيران وإسرائيل تعريف معايير الحرب الحديثة، خاصة في مجال الدفاع الصاروخي، وقد أظهر أن التكنولوجيا، على الرغم من أهميتها، ليست حاسمة وحدها، ويجب على الدول حول العالم أن تستوعب هذا الدرس، مدركة أن الأمن يعتمد ليس فقط على تقدم الدفاعات، بل أيضًا على القدرة على التكيف والتطور أمام التهديدات المستمرة، فما الذي يمكن أن تتعلمه الدول الأخرى من هذا الصراع لتعزيز دفاعاتها؟

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا