بينما يفتتح المستثمرون السعوديون تعاملات الأسبوع الجديد، يجدون أنفسهم عند مفترق طرق دقيق: محركات نمو داخلية تتجسد في موسم نتائج الشركات واستقرار النفط، تقابلها عواصف خارجية مصدرها بيانات تضخم أمريكية وانكماش محتمل في الصين. في هذا المناخ المتداخل، تصبح جودة التقدير ومرونة القرار سلاحين حاسمين للحفاظ على عوائد مستقرة وسط تذبذبات لا ترحم.
السوق السعودية وقمة مايو
خلال الأسبوع الجاري من المتوقع أن يختبر مؤشر تداول (TASI) متانة دعمه التقني حول 11.150 نقطة، مستندًا إلى متوسط الخمسين يومًا، فيما تلوح مقاومة حرجة عند 11.600 نقطة تمثل قمة مايو. في الوقت الذي يعزز فيه صعود أسعار خام برنت فوق 70 دولارًا تفاؤل قطاعات الطاقة واللوجستيات، لكنه يرفع في الوقت ذاته تكلفة التكرير المحلي. ومع بدء إفصاح الشركات في 17 يوليو، يترقب المتعاملون نموًا مزدوج الرقم في أرباح البتروكيماويات مستندًا إلى هوامش تصدير قوية، في مقابل مخاوف من تآكل سيولة المحافظ الأجنبية إذا فاجأت أرقام التضخم الأمريكية الأسواق بمستويات أعلى من المتوقع.
النفط يحسن النقل البحري
يتوقع خلال الـ5 أيام القادمة أن يحافظ خام برنت على مكاسبه عند 70.15 دولارا للبرميل، محدِثًا توازنًا حساسًا في المملكة، فهو يغذي أرباح أرامكو السعودية ويحسن إيرادات النقل البحري، لكنه يضغط على مخصصات الدعم ويزيد تكاليف تشغيل المصافي. في الوقت الذي يُأخذ به في عين الاعتبار تحذير وكالة الطاقة الأمريكية من معاودة ظهور مخاطر جيوسياسية قد تعمق التذبذب السعري في حال اتساع التوترات في ممرات الشحن الدولية.
تراجع أسعار الغذاء والإسكان
تشير التقديرات الأولية لتضخم يونيو السعودي إلى نطاق 2.1–2.3% هبوطًا من 2.2% في مايو، مدفوعًا بتراجع نسبي في أسعار الغذاء والإسكان. هذا التراجع المتوقع يمنح البنك المركزي «ساما» مساحة لمواصلة نهجه الحيادي تجاه أسعار الفائدة، ما يحافظ على جاذبية الريال ويدعم تدفقات رؤوس الأموال قصيرة الأجل.
هوامش الفائدة الأمريكية
تصدر في 15 و16 يوليو بيانات مؤشر أسعار المستهلك، وسط توقعات بارتفاعه إلى 2.5%. أي قراءة تتجاوز 3% قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى نبرة أكثر تشددًا، فتنعكس سريعًا على أسواق الأسهم العالمية وعوائد السندات. بالتوازي، يبدأ موسم إعلان نتائج البنوك الكبرى مع توقع انحسار هوامش الفائدة لدى JPMorgan وCitigroup، وهو ما قد يُشعل تقلبات في مؤشر S&P 500 الذي يختبر قممًا تاريخية.
ناتج الصين يضغط أسواق الخليج
يخضع الاقتصاد الصيني لاختبار متانة جديد مع صدور ناتجه المحلي للربع الثاني في 15 يوليو. وتدور التقديرات حول 5.1%، لكن أي قراءة دون 5% ستضغط على السلع الأساسية وترفع حدة المخاوف في بورصات المنطقة، بما في ذلك أسواق الخليج المرتبطة بصادرات المعادن والبتروكيماويات.
مفاجأة صعود اليورو
يترقب المستثمرون قراءة التضخم الأوروبية في 17 يوليو باعتبارها المحطة الأخيرة قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي في 24 يوليو.
وقد تدفع مفاجأة صعود اليورو لاختراق حاجز 1.09 دولار، وتعيد رسم مسارات رؤوس الأموال نحو الأصول المقومة بالعملة الموحدة على حساب عملات وعوائد الأسواق الناشئة.
سيناريوهات حركة الأسواق
يتوقع المحللون سيناريوهان محتملان للأسواق خلال الأيام القادمة، حيث يرجّح السيناريو الأساسي باحتمال 60% بقاء التضخم الأمريكي في نطاق 2.3 إلى 2.7%، واستقرار النمو الصيني فوق 5%، ما يتيح لمؤشر TASI الاقتراب من مقاومة 11.450 نقطة، مع أفضلية لأسهم الطاقة والبنوك. أما السيناريو المتشائم بنسبة 30%، فيفترض تضخمًا أمريكيًا يتجاوز 3% ونموًا صينيًا دون 5%، ما قد يدفع المؤشر نحو مستوى 11.000 نقطة ويعيد الأنظار إلى أسهم الدفاع مثل الأدوية والاتصالات. ويوفر السيناريو التفاؤلي، الذي يُقدّر احتمال تحققه بـ10%، فرصة لاختراق حاجز 11.600 نقطة إذا جاءت قراءات التضخم الأمريكية منخفضة وجاءت نتائج البنوك الأمريكية إيجابية.
مكاسب محلية
تفرض الأيام الخمسة المقبلة معادلة دقيقة بين مكاسب محلية تقودها نتائج الشركات واستقرار النفط، ورياح عالمية مصدرها تضخم الولايات المتحدة وتباطؤ الصين. في هذا الإطار، نصح المستثمرون بتبنّي إستراتيجية «الانتظار اليقظ» والتي تسمح بالتحول السريع بين القطاعات تبعًا لتطور البيانات، مع مراقبة حاسمة لجلسات منتصف الأسبوع التي قد تحدد اتجاه المؤشر حتى نهاية الربع الثالث. نتائج الشركات تبدأ الأربعاء وتوقعات إيجابية للطاقة والبنوك