في ظل التنافس بين مراكز الصيانة وورش تغيير الزيوت الصغيرة، بدأت بعض الورش في الترويج لعروض مغرية تحت شعار «زيت يدوم حتى 10 آلاف كيلومتر» وبسعر 190 ريالا مع تغيير الفلتر، مستغلة جهل بعض المستهلكين بالمواصفات الفنية الحقيقية للزيوت وجودتها.
الورش الصغيرة
من جهته أوضح أيمن محمد المهندس بإحدى الورش، أن الوعود البراقة والإعلانات اللافتة، والأرقام المغرية تجذب أصحاب المركبات، لكنها في الواقع قد تكون بداية لمشكلة فنية قد تكلفهم الكثير لاحقًا. إذ تبين أن بعض هذه الزيوت المروّج لها ليست مطابقة للمواصفات، ولا تتحمل الاستخدام لفترة طويلة، مما يعرّض محرك السيارة للتلف أو للتآكل المبكر، داعيًا ملاك المركبات إلى طلب العبوة وفحصها خاصة لدى الورش الصغيرة، والتأكد من أنها مغلقة بإحكام وبها علامات تجارية واضحة. كما يجب التحقق من تاريخ الإنتاج والانتهاء، والامتناع عن استخدام أي زيت من عبوات مجهولة المصدر أو تم فتحها مسبقًا، ولا بد من التأكد من تطابق نوع الزيت مع السيارة وكذلك درجة اللزوجة مثل (5W-30 أو 10W-40) وهي التي تتناسب مع توصيات كتيب السيارة.
قوام متناسق
من جهته أكد المهندس الميكانيكي غازي جواد، أن بعض الورش الصغيرة خاصة على الطرق الطويلة بين المدن تقدم الزيت من عبوات ضخمة أو خزانات دون معرفة العلامة التجارية أو مصدر التصنيع، مما يعرض المستهلك لزيوت مغشوشة أو مخففة، والأفضل طلب زيت بعبوة مغلقة وفتحها أمام الشخص، ولا بد من طلب فاتورة وليس إيصالًا ماليًا لضمان حق مالك المركبة، ويجب أن تتضمن اسم ونوع الزيت، الكمية، وتاريخ التغيير، وفي حال حدوث أي مشكلة لاحقة، ستكون مرجعًا أساسيًا لتقديم الشكوى، فالزيت الجديد يكون لونه ذهبيًا كهرمانيًا شفافًا، وله قوام متناسق أما الزيت المغشوش فقد يكون داكنًا، ذا رائحة غريبة أو ملمس غير طبيعي، وفي حال إذا لم يكن مالك المركبة متأكدًا من نوع الزيت أو الورشة، لا بد من الاستعانة برأي خبير أو الذهاب لمركز صيانة لضمان الجودة.
تحايل وتسويق
يقول أبو محمد، إنه أحد المتضررين من بدل الزيت بعد أن أقنعه العامل أن الزيت أمريكي ويدوم حتى 10 آلاف كيلومتر، وبعد أقل من 5 آلاف بدأ يسمع صوت طقطقة في المحرك، وعند فحص المحرك تبين أن الزيت فقد لزوجته كليًا، موضحًا أنه لم يقم بأخذ فاتورة من الورشة مما جعله يتحمل تكاليف إصلاح الماكينة التي كلفته 9 آلاف ريال، وكشف أن سبب وجود إعلان لدى الورشة بتغيير الزيت والفلتر بـ150 ريالًا جعله ينجذب لهذا الإعلان الذي كلفه عطل الموتور. كذلك أوضح المتضرر أبو يزيد أن مع غياب الرقابة المشددة، واندفاع بعض المستهلكين وراء العروض، تستمر هذه الورش الصغيرة في استغلال أصحاب المركبات، ما يدعو إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية بفرض رقابة صارمة، وتغليظ العقوبات على الورش المخالفة، وتشديد الرقابة على الزيوت الموجودة بها لكشف الغش التجاري الذي تمارسه بعض الورش.
وزارة التجارة
من جانبها كشفت وزارة التجارة أنها تقوم بعمل استباقي في إجراءات حماية المستهلك المخالفة للقوانين، ونفذت أكثر من 40 جولة رقابية لكل القطاعات، وأحيل 447 ملف قضية غش تجاري إلى النيابة العامة، وذلك حسب إحصائيات الوزارة التي أكدت التصدي لمخالفي نظام مكافحة الغش التجاري وتطبيق العقوبات النظامية بحقهم، حيث ينص النظام على فرض عقوبات تصل إلى السجن 3 سنوات، وغرامات مالية تصل إلى مليون ريال أو بهما معًا، والتشهير بالمخالفين.