آخر الأخبار

المدن الذكية.. مستقبل حضري يتقاطع مع التقنية والاستدامة في ظل رؤية المملكة 2030

شارك

قال الباحث والمستشار الهندسي المعتمد من الهيئة السعودية للمهندسين والمدير التنفيذي ورئيس منتدى النخبة الفكري، الدكتور المهندس سلمان الهشبول، إنّه في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، بات مفهوم المدن الذكية (Smart Cities) ضرورة لا ترفًا، إذ لم تعد المدن الحديثة تكتفي بالبنية التحتية التقليدية، بل تسعى إلى دمج التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) لخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة، ومرونة، واستدامة.

ما هي المدينة الذكية؟

المدينة الذكية هي بيئة حضرية تستخدم التكنولوجيا والبيانات بشكل متكامل لتحسين إدارة الموارد، ورفع جودة الخدمات العامة، وتحقيق رفاهية المواطن والمقيم. إنها المدينة التي "تفكر وتتعلم"، حيث تُحلل البيانات في الوقت الحقيقي لتوجيه القرارات، وتتكيف مع التغيرات بشكل لحظي.

مرتكزات المدن الذكية:


*

الحوكمة الذكية:
أنظمة رقمية تعزز الشفافية، وتسهل الوصول إلى الخدمات الحكومية، وتدعم اتخاذ القرار المستند إلى البيانات.


*

النقل الذكي:
شبكات مرورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مواقف ذكية، ومواصلات عامة منخفضة الانبعاثات، تقلل الزحام وتزيد الكفاءة.


*

البيئة المستدامة:
أنظمة مراقبة بيئية ذكية ترصد جودة الهواء، وتدير النفايات والمياه والطاقة بكفاءة.


*

البنية التحتية الذكية:
شبكات كهرباء ومياه وإنترنت متصلة بمراكز تحكم رقمية قادرة على التنبؤ بالأعطال والاستجابة السريعة.


*

الصحة والتعليم الذكي:
مستشفيات رقمية، تطبيقات للرعاية الصحية عن بُعد، ومدارس تعتمد التعلم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي.


*

الأمن الذكي:
كاميرات مراقبة تعتمد على تحليل الفيديو، وإنذارات مبكرة، وتحكم مركزي متكامل بالأمن العام.

تجارب عالمية ملهمة:


*

سنغافورة: من أوائل الدول التي اعتمدت الرقمنة الشاملة في خدماتها، مع استخدام واسع للذكاء الاصطناعي في إدارة المرور والطاقة.


*

برشلونة: طورت منظومات ذكية لإدارة النفايات، والإضاءة، وشبكات المياه، مما أسهم في تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الحياة.


*

دبي: أطلقت مشروع "المدينة الذكية" الذي يهدف إلى تحويل كافة الخدمات الحكومية إلى رقمية بنسبة 100%.


*

نيوم – السعودية: مشروع استثنائي عالمي يجسد مفاهيم المدن الذكية منذ لحظة التأسيس، مع التركيز على صفر انبعاثات، واستخدام الطاقة المتجددة، والحوكمة الرقمية الشاملة.

لماذا المدن الذكية؟


*

تحسين نوعية الحياة:
من خلال خدمات أسرع، وأذكى، وأكثر تكاملاً.


*

رفع كفاءة التشغيل:
بتقليل الهدر في الطاقة والمياه والموارد البشرية.


*

تحقيق الاستدامة البيئية:
تقليل الانبعاثات، وإدارة أفضل للنفايات، وزيادة المساحات الخضراء.


*

جذب الاستثمارات والابتكار:
بيئة متقدمة تستقطب العقول والمواهب والمستثمرين.

التحديات التي تواجه المدن الذكية:

رغم الفرص الكبيرة، تواجه المدن الذكية عدة تحديات، أبرزها:


*

حماية البيانات والخصوصية.


*

ارتفاع كلفة البنية التحتية التقنية.


*

الحاجة إلى تطوير الكفاءات البشرية المؤهلة.


*

مقاومة التغيير داخل بعض الأنظمة التقليدية.

المدن الذكية في رؤية المملكة 2030

في المملكة العربية السعودية، تتسارع الجهود لتحويل المدن إلى ذكية، بدءًا من مشروع نيوم، إلى مشاريع كبرى مثل القدية، والبحر الأحمر، والرياض الخضراء، وحديقة الملك سلمان، حيث يجري دمج التقنية بالتصميم الحضري والخدمات التشغيلية لتعزيز كفاءة المدن وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.

الخلاصة:

المدن الذكية ليست مستقبلًا بعيدًا، بل واقعًا يُبنى اليوم. إنها التقاء التقنية بالاستدامة، وتحول المدن من مجرد تجمعات عمرانية إلى كيانات حية تتفاعل مع الإنسان، وتحسن من جودة حياته.

ومع توجيهات القيادة الرشيدة، واستراتيجية المملكة الطموحة، فإننا نشهد بالفعل ولادة مدن ذكية سعودية ستكون نموذجًا عالميًا في الكفاءة، والتكامل، والاستدامة.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا