آخر الأخبار

خبير جيولوجي يوضح الفرق بين العواصف الرملية والغبارية وتأثيرها المباشر على الصحة

شارك

كشف الخبير الجيولوجي نواف صلبي الشمري عن الفروقات الجوهرية بين العاصفة الرملية والعاصفة الغبارية، مؤكدًا أن التمييز بينهما ليس مجرد تفصيل علمي، بل ضرورة ملحّة لما له من تأثير مباشر على الصحة العامة والسلامة البيئية، لا سيما في المناطق الصحراوية التي تشهد تكرارًا لهذه الظواهر مع دخول فصل الصيف.

وأوضح الشمري في حديثه لـ"سبق" أن العواصف التي تُعرف شعبيًا بمسميات مثل: "العجاج"، و"العج"، و"الكتام"، و"الغبرة"، هي ظواهر جوية مختلفة في المصدر والتركيب وطبيعة الانتقال، رغم التشابه الظاهري بينها.

وأشار إلى أن السبب الرئيس لنشاط هذه العواصف في مطلع الصيف يعود إلى تكوّن طبقات تربة جديدة غير مستقرة نتيجة أمطار الشتاء، ومع دخول موسم الجفاف واشتداد الرياح تصبح التربة سهلة الحركة إما سطحياً أو عبر التعليق في الهواء.

وبيّن الشمري أن هناك عاملين أساسيين يفسّران هذه الظاهرة: تراكم تربة هشّة بعد موسم الأمطار، والجفاف الحاد الناتج عن انقطاعها، مما يجعل جزيئات التربة قابلة للانفصال والنقل، خاصة مع الرياح القوية.

وأوضح أن العواصف الرملية تتكوّن من حبيبات كبيرة نسبيًا يتراوح قطرها بين 60 ميكرون (0.06 ملم) إلى 2 ملم، وتتحرك هذه الحبيبات على شكل زحف أو قفزات قصيرة فوق سطح الأرض، وتبدأ الرمال بالحركة عند سرعة رياح تتراوح بين 10 إلى 15 كم/ساعة، وفي الحالات الشديدة قد تتجاوز 20 كم/ساعة، وتُشاهد الرمال وهي تزحف على الطرقات والمناطق المكشوفة، في ظاهرة تُعرف شعبيًا باسم "السافي".

وفي المقابل، تتكوّن العواصف الغبارية من جسيمات دقيقة جدًا من الطمي أو الطين، يقل قطر بعضها عن 4 ميكرون، ما يجعلها قادرة على البقاء معلّقة في الجو لساعات وأحيانًا أيام، والتنقل لمسافات شاسعة.

ولفت الشمري إلى أن بعض جزيئات الغبار تم تتبعها أثناء عبورها المحيطات، مثل غبار الصحراء الكبرى الذي يصل إلى أمريكا الجنوبية، نتيجة خفة وزنها وقدرتها على التعلّق بالطبقات العليا من الغلاف الجوي. وأظهرت الدراسات أن هذه الجزيئات الدقيقة قادرة على قطع آلاف الكيلومترات دون أن تسقط.

وبيّن أن بعض العواصف تحمل مزيجًا من الرمال والغبار، وذلك حسب بُعد المصدر وقوة الرياح، موضحًا أنه "إذا كان مصدر التربة قريبًا، فإن العاصفة تكون رملية بحتة، أما إذا كان بعيدًا جدًا، فهي غبارية بالكامل، وفي الحالات المتوسطة قد نواجه عاصفة مزدوجة تبدأ بزحف رملي وتنتهي بسحابة غبارية خفيفة".

وحذّر الشمري من التأثيرات الصحية الخطيرة لهذه الجسيمات الدقيقة، موضحًا أنها قادرة على اختراق الجهاز التنفسي والوصول إلى الرئتين، مما قد يسبب نوبات ربو أو التهابات رئوية، كما تزيد من خطر المضاعفات لدى مرضى القلب والجهاز التنفسي.

ونصح أفراد المجتمع باتباع مجموعة من الإرشادات الصحية للوقاية، منها البقاء في الأماكن المغلقة أثناء العواصف، وإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام، واستخدام الكمامات عالية التصفية، وتجنّب القيادة في الأجواء المغبرة الشديدة.

وختم الشمري تصريحه بالتأكيد على أن العاصفة الرملية ظاهرة سطحية ثقيلة، أما الغبارية فهي خفيفة ولكن ذات تأثير عميق على الصحة، مشيرًا إلى أن الفهم العلمي لهذه الفروقات لا يعزز التثقيف المجتمعي فحسب، بل يسهم في الوقاية وتقليل المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بهذه الظواهر الجوية.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا