آخر الأخبار

"البرنامج لم يُدَمّر".. هل تستطيع إيران صنع أسلحة نووية بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية؟

شارك

نفذت الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات عسكرية دقيقة ضد منشآت نووية إيرانية رئيسية، مستهدفة مواقع تخصيب اليورانيوم والبنية التحتية للبرنامج النووي في إيران، وهذه الهجمات، التي استهدفت مراكز مثل نطنز وفوردو وأصفهان، أثارت تساؤلات عالمية حول قدرة إيران على مواصلة سعيها لامتلاك سلاح نووي، فهل نجحت هذه الضربات في إيقاف البرنامج النووي الإيراني، أم أن طهران لا تزال تملك القدرة على الاستمرار؟

الخبرة النووية

على مدى عقود، طورت إيران خبرات علمية وهندسية متقدمة في التكنولوجيا النووية، مما جعلها قادرة على بناء برنامج نووي متكامل، لكن الضربات الإسرائيلية الأخيرة، التي أودت بحياة 14 من كبار العلماء النوويين، ألحقت ضررًا بطبقة القيادة العلمية.

ورغم هذا الخسارة، يبقى لدى إيران جيل آخر من العلماء يمتلكون معرفة كافية، فالتجارب السابقة، مثل اغتيالات علماء نوويين في العقد الماضي، تُظهر أن إيران تمكنت من استئناف أعمالها النووية بمرور الوقت، مما يشير إلى مرونة برنامجها العلمي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

تعدين اليورانيوم

وتمتلك إيران منجمين نشطين لليورانيوم في وسط البلاد، أحدهما نارجان، الذي يُعتقد أنه يحتوي على احتياطيات تكفي لصناعة أكثر من 50 سلاحًا نوويًا.

ولم تُستهدف هذه المناجم في الضربات الأخيرة، مما يعني أن قدرة إيران على استخراج خام اليورانيوم لم تتأثر، وهذا يمنح طهران مصدرًا مستمرًا للمواد الأساسية اللازمة لبرنامجها النووي.

تحويل وتخصيب

ومنشأة أصفهان كانت الوحيدة القادرة على تحويل اليورانيوم الطبيعي إلى غاز هكسافلوريد اليورانيوم، وهو خطوة حاسمة قبل التخصيب، والضربات الأمريكية دمرت هذه المنشأة، مما قد يعطل عملية التحويل لسنوات.

واستهدفت إسرائيل منشأة نطنز، مما أدى إلى تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي فيها، بينما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن منشأة فوردو، المحصنة داخل جبل، باتت غير عاملة بعد الضربات الأمريكية، ومع ذلك، تدعي إيران وجود منشآت تخصيب سرية، رغم عدم وجود أدلة تثبت تشغيلها.

مخزون كافي

وقبل الضربات، كانت إيران تمتلك حوالي 900 رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية قريبة من درجة التصنيع العسكري، وهذا المخزون، المخزن في أصفهان، يكفي لصناعة 9 إلى 10 أسلحة نووية إذا تم تخصيبه إلى 90%.

وتشير تقارير استخباراتية إلى أن إيران نقلت جزءًا كبيرًا من مخزونها قبل الضربات، مما يعني أنها ربما حافظت على هذه المادة الحساسة، ومع ذلك، تتطلب الخطوة التالية أجهزة طرد مركزي عاملة، وهو ما تضرر بشدة.

صناعة الأسلحة

ودمرت إسرائيل منشأة أصفهان لتحويل اليورانيوم المخصب إلى معدن، وهي خطوة أساسية لصنع قنبلة، لكن خبراء يحذرون من أن إيران ربما تمتلك مواقع سرية أخرى لهذا الغرض.

واستهدفت الضربات منشآت تصنيع أنظمة التفجير في سنجاريان، لكن إيران قد تمتلك قدرات مماثلة في مواقع أخرى، رغم تقدمها في تصغير مكونات السلاح، لا يزال غير مؤكد ما إذا كانت تمتلك القدرة الكاملة لصنع قنبلة حديثة.

استئناف البرنامج

وتمتلك إيران آلاف الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، والضربات الإسرائيلية دمرت مئات من قاذفات الصواريخ، لكنها لم تقضِ على قدرة إيران بالكامل، ولا تزال إيران قادرة على إطلاق صواريخ يمكنها حمل أسلحة نووية، مما يجعلها تهديدًا محتملاً في حال نجحت في تصنيع سلاح.

فهل يمكن لإيران تجاوز الضربات؟ رغم الضرر الكبير الذي أصاب برنامجها النووي، فإن مرونة إيران العلمية وقدرتها على حماية مواردها تشيران إلى أن طهران قد تجد طرقًا لاستئناف برنامجها، لكن، هل ستتمكن من التغلب على التحديات التقنية والدبلوماسية لصنع قنبلة نووية؟

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا