يؤكد الكاتب الصحفي خالد السليمان حرب الأيام الـ12 يوماً قد تغير الشرق الأوسط، وأن المنطقة تملك الآن فرصة لتحقيق السلام بعد سقوط مشاريع الهيمنة والتوسع، وضياع ثروات الشعوب في بناء ترسانات أسلحة وتأكد الجميع أنه لا سلام دون عدالة، ودون إعادة الحقوق لأصحابها وأبرزها حق الفلسطينيين في دولتهم المشروعة، مطالباً بالاستفادة من تجربة دول الخليج العربية في الاستثمار في السلام والمستقبل، وتسخير الثروات للتنمية والبناء والرفاهية.
وفي مقاله "12 يوماً قد تغير الشرق الأوسط" بصحيفة "عكاظ"، يقول "السليمان": "ليس صعباً إحصاء مكاسب وخسائر طرفي حرب الأيام الـ12، والأكيد أن عقوداً من الزمن أُنفقت في الاستثمار في مشاريع الهيمنة وبناء الترسانات المدمّرة قد طُويت خلال 12 يوماً فقط، بينما كان يمكن للمنطقة أن تستثمرها في مد جسور السلام وازدهار البناء والتنمية".
ويضيف الكاتب: "تملك المنطقة الآن فرصة لتحقيق السلام بعد أن تراجع المدّ الشعبوي للشعارات الوهمية، وتضاءل نفوذ وتأثير الأدوات المحرّكة لها. لكن العقبة لم تكن يوماً في الأنظمة والتنظيمات الراديكالية وشعاراتها الجوفاء وحدها، بل إن إسرائيل بحاجة إلى إدراك أن السلام لن يتحقق دون الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون بأمن وسلام وكرامة!".
ويؤكد "السليمان" أنه لا سلام بالقوة والظلم، ويقول: "وكما أن مشاريع الهيمنة والتوسع تسقط أمام العدالة ولو طال بها الزمن، فإن السلام لا يمكن أن يُبنى دون تحقيق العدالة، والإصرار على بنائه بالقوة وعلى أسس الظلم لم يكفل له استقراراً دائماً، كما أن البطش والقتل الذي مارسته إسرائيل منذ قيامها بحق أجيال من الفلسطينيين لم يحقق لها الأمن الذي تنشده!".
ويبدو الكاتب مهموما بالمشهد وهو يقول: "لقد شهدت المنطقة الكثير من الحروب، وعانت شعوبها عبر أجيال متتالية من مغامرات وأخطاء الأنظمة الراديكالية المتعاقبة، وقسوة جبروت الاحتلال، وكلها لم تؤد سوى إلى المزيد من الدمار دون أن تحقق الغايات أو الأهداف، لأن ما بُني على الظلم والعدوان لا يمكن أن يستمر، والقوة - كما أثبتت الأحداث في السنتين الأخيرتين - ليست مستدامة، وأن رياح التغيير عندما تهب تكون عاصفة وتقتلع الأشجار مهما بدت ثابتة!".
وينهي "السليمان" قائلاً: "لا بد من الاستفادة من تجربة دول الخليج العربية في الاستثمار في السلام والمستقبل، وتسخير الثروات للتنمية والبناء والرفاهية، وهي تجربة عملت هذه الدول على مشاركتها مع جيرانها. لكن هناك من أصر لسنوات طويلة على تبديد ثرواته الوطنية في الحروب والقمع، والاستثمار في تجارة الشعارات الكاسدة، والبضائع المغشوشة التي تبيع الهزائم على أنها انتصارات!".