آخر الأخبار

400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب حرة طليقة.. هل أخلت إيران منشآتها النووية قبل ضربة "الشبح"؟

شارك

خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متباهياً بعد الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، مشيداً بالقدرات العسكرية الأمريكية، ومؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني أصبح جزءًا من الماضي، وأن المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان "دُمرت بالكامل"، بيد أن صور الأقمار الصناعية لما قبل الضربة، وتقارير أخرى موثقة، ربما تقول عكس ذلك.

التقارير والتصريحات الإيرانية والأمريكية التي خرجت بعد سكون العاصفة، أشارت إلى أن طهران نقلت نحو 400 كيلوغرام من المواد المشعة قُبيل الضربة الأمريكية، والتي تكفل لها، في حال وصولها لمستوى التخصيب المراد، إنتاج نحو 10 قنابل نووية، وفقًا لخبراء في الطاقة الذرية.

تحركات في جنح الليل

أظهرت صور شركة "مكسار إنتيليجنس"، المتخصصة في تقديم خدمات صور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية، نشاطًا غير عادي لنحو 16 شاحنة كبيرة وجرافات متمركزة في مدخل منشأة "فوردو"، فيما ظهر في لقطات لاحقة أن معظم هذه الشاحنات تحركت شمال غرب المنشأة، بينما تمركزت أخرى بالقرب من مدخل الموقع، وفقًا لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وكشفت مصادر إيرانية، تناقلتها وسائل إعلام، أن معظم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب جرى نقله إلى مواقع غير معلنة، وإخلاء المنشآت قبل ساعات قليلة من ضربات القاذفة الشبح B-2.

وزادت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي الغموض والحيرة حول حقيقة نقل المواد المشعة القادرة على صنع قنابل نووية، ومدى نجاح الضربة الأمريكية في القضاء على الطموح النووي الإيراني.

ووفقًا لما نقلته عنه صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، فقد قال جاي دي فينس: "من الواضح أن طهران كانت على علم مسبق بالضربات. اختفاء أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب لغز أمني بالغ الخطورة. علينا أن نفترض أنه إما دُفن تحت الأرض أو نُقل إلى مواقع سرية".

وتُعد هذه الكمية من اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠% كافية، في حال رفع تخصيبها إلى 90%، لصناعة 10 قنابل نووية، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

الخبير النووي ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أشار إلى أن التحركات التي رُصدت بالأقمار الصناعية "تتوافق مع سيناريو نقل معدات حساسة ومخزون مخصب"، مؤكدًا أن إيران سبق أن اتبعت هذا النمط في أزمات سابقة.

وأضاف: "لا نعرف بالتحديد ما الذي تم نقله، لكن من الواضح أنه كان شيئًا هامًا. لقد كان لديهم مخزونات من اليورانيوم المخصب، وأجهزة طرد مركزي، وهذه أشياء يمكنهم نقلها".

وعزز هذا الرأي ما قاله يسري أبو شادي، كبير خبراء ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، بأن طهران تمكنت من نقل كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب تكفي لصنع نحو 10 قنابل نووية.

ولفت الخبير النووي إلى أن طهران نجحت في نقل نحو 500 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60٪ من موقع نطنز ليلتي 12-13 يونيو، وهي الكمية التي تمكنها من تصنيع 10 قنابل نووية تزن الواحدة 1.5 طن.

وأوضح أنه جرى نقل كميات من اليورانيوم المخصب عبر نحو 16 شاحنة خلال يومي 19 و20 يونيو إلى موقع فوردو، وذلك قبل ساعات من الهجمات الأمريكية، في قرار اتُّخذ في أعقاب إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، برئاسة رافائيل غروسي، لإيران، وتحويل ملفها إلى مجلس الأمن، على حد قوله.

لا تلوث إشعاعي

ونقلت وكالة "إرنا" عن حسن عبديني، نائب رئيس القسم السياسي بهيئة البث الإيرانية الرسمية، أن المنشآت النووية كانت خالية من المواد الإشعاعية وقت الضربة "لأسباب احترازية"، وهو ما يُفهم ضمنيًا كإخلاء مسبق.

وعضدت التصريحات الإيرانية حول الضربة من الشكوك حول نجاحها وتمكنها من دفن الطموح النووي الإيراني، فقد لفتت السلطات في طهران إلى عدم تسجيل أي تلوث إشعاعي، وعدم وجود خطر على السكان المحيطين بالمواقع المستهدفة، ما يُستنتج منه أن المواقع كانت خالية من المواد المشعة، ويعزز من كون الضربة لم تطل سوى البنى التحتية.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا