في مشهد لا يشبهه مشهد.. ومن كل أصقاع الأرض توافد ضيوف الرحمن إلى البيت العتيق، جاؤوا ملبّين بلغات ولهجات متعددة، وعادات وتقاليد متباينة، وثقافات شكّلتها أزمنة وقرون، وتنوّعت بها الأوطان، لكنها ذابت بين جنبات المشاعر المقدسة.
وتوحدت المشاعر والمظاهر في مشهد يعكس روح المساواة والتجرد من مظاهر التفرقة، وتجلّت المشاهد الإيمانية في صورة فريدة للوحدة، واختفى التباين الثقافي وتلاشت الفروقات الاجتماعية واللغوية منذ قدومهم إلى مكة المكرمة مرتدين لباس الإحرام.
ورُصدت مشاهد الحجاج القادمين من قارات متباعدة متوجهين بخطى خاشعة لأداء نسكهم، في مشهد إنساني يؤكد أن الحج ليس عبادة فحسب، بل تجربة عالمية تُجسّد معاني الأخوّة والوحدة الإسلامية.