نددت أوكرانيا، أمس الثلاثاء، بشروط السلام التي طرحتها روسيا خلال الجولة الجديدة من المفاوضات التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية، واعتبرتها "إنذارات معروفة" لا تسهم في إنهاء الحرب، بل تعكس نوايا روسيا في مواصلة التصعيد العسكري.
وقال نائب وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، في تصريح عبر منصة "إكس"، إن الوفد الروسي لم يقدم أي جديد خلال الاجتماع، وأضاف: "طرحنا مقترحات بنّاءة، لكننا فوجئنا بسلسلة من الإنذارات المكررة. كل يوم من صمتهم يؤكد نيتهم في مواصلة الحرب".
من جانبه، اعتبر الكرملين أنه من الخطأ توقع اختراق سياسي سريع نحو تسوية النزاع، حيث أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن "المسألة معقدة وتشمل العديد من التفاصيل الدقيقة"، مستبعدًا في الوقت نفسه انعقاد أي لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رغم حديث البيت الأبيض عن انفتاحه على ذلك.
وبحسب ما نقلته سكاي نيوز عربية، فإن الجولة التي جرت الإثنين في إسطنبول هي الثانية من نوعها منذ عام 2022، في ظل استمرار الجمود السياسي والتصعيد العسكري بين الطرفين. ورغم التوتر، توصّل الجانبان إلى اتفاق إنساني لتبادل جثامين 6 آلاف جندي، إلى جانب اتفاق مبدئي لتبادل أسرى يشمل الجرحى وصغار السن.
في المقابل، قدمت روسيا وثيقة رسمية تتضمن شروطًا قاسية لوقف إطلاق النار، من بينها انسحاب الجيش الأوكراني من دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، وهي مناطق خاضعة لسيطرة روسية جزئية، مقابل هدنة مدتها 30 يومًا.
كما تضمنت رزمة من الشروط الأخرى، أبرزها: حظر إعادة انتشار القوات الأوكرانية، وإنهاء التعبئة العسكرية، ووقف أي دعم عسكري خارجي، والعفو المتبادل عن السجناء السياسيين، ورفع الأحكام العرفية، وتنظيم انتخابات عامة خلال 100 يوم من رفعها.
وتقابل كييف هذه المطالب برفض صريح، مشددة على أنها تمس سيادة الدولة وتتنافى مع أي مسار واقعي للسلام، بينما لا تزال القوى الدولية تتابع مجريات الوساطة بحذر، وسط دعوات أوروبية وأممية لإيجاد مخرج دبلوماسي يُنهي الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.