آخر الأخبار

ابن حثلين يسلّم المهيدب الطائرة الخاصة بـ"منقية الجزيرة"

شارك

يشهد قطاع الإبل في المملكة العربية السعودية تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق يجعله أحد أبرز روافد الاقتصاد الثقافي الوطني، بعد أن كان محصورًا لعقود في سياق التراث الشعبي والموروث المحلي، فبفضل الدعم المباشر من القيادة الرشيدة، والرؤية الطموحة التي يتبناها نادي الإبل، بات هذا القطاع نموذجًا يُحتذى في إعادة تعريف الثقافة بوصفها أصلًا اقتصاديًا ومجالًا واعدًا للاستثمار والابتكار، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويُعد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل ومنصة “راعي النظر” واجهتين بارزتين لهذا التحول، حيث يجمعان بين الحفاظ على الأصالة وتوظيف أحدث التقنيات لصناعة تجربة استثنائية يتقاطع فيها التراث مع ريادة الأعمال والاقتصاد الإبداعي.

وفي مشهد يعكس عمق هذا التحول، سلّم سعادة فهد بن فلاح بن حثلين، رئيس مجلس إدارة نادي الإبل والمشرف العام على مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، الطائرة الخاصة للفائز بلقب “منقية الجزيرة” إبراهيم المهيدب، في لحظة تتويج استثنائية وغير مسبوقة ضمن النسخة التاسعة من المهرجان، عكست الأهمية المتصاعدة للقب ومكانته ضمن منظومة المنافسات الكبرى.

وجاء تتويج المهيدب بمنقيته “شامخات الشقح” ليُجسد مسيرة تميز طويلة في عالم الإبل، حيث اقتنص واحدًا من أكثر الألقاب شعبية وتأثيرًا على مستوى المنطقة والعالم، ولم تقتصر الجائزة على امتلاك طائرة خاصة، بل شملت أيضًا حصد لقب “الشداد” الذي عاد للمشهد بعد غياب، في مشهد احتفال يكرس رمزية التميز والانتماء إلى هوية وطنية عميقة.

وأظهرت هذه الدورة من المهرجان تنظيمًا نوعيًا عال المستوى عزّز من حضور المملكة على خارطة المنافسات الدولية في هذا المجال، وأسهم في إعادة تقديم الإبل بوصفها عنصرًا ثقافيًا حيًا يتجاوز الطابع التراثي إلى فضاءات الابتكار والتنوع الاقتصادي، وقد لعبت “منصة راعي النظر” دورًا محوريًا في هذا التحول، باعتبارها الحاضنة الرقمية الأبرز لفعاليات المهرجان، حيث سجلت مسابقة “منقية الجزيرة” رقمًا قياسيًا في عدد المشاركين الرقميين، ما مكّنها من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية في إنجاز يُضاف إلى سجل المملكة الحافل في توظيف التقنية لتعزيز الصناعات الثقافية.

وفي هذا السياق، أكد الأستاذ عبدالله التركي، الرئيس التنفيذي لحلول الأعمال في مجموعة “ون”، أن قطاع حلول الأعمال أصبح شريكًا رئيسيًا في المشاريع الحيوية ذات الطابع الثقافي والسياحي، موضحاً أن ذلك يعد استراتيجية قادمة لمجموعة "ون" التوسعية في استهداف القطاعات المتخصصة، وأن ابتكار الحلول النوعية في القطاعات التي تهتم بها رؤية المملكة 2030 أصبح علامةً فارقة في خارطة المشاريع الموجهة للجهات الحكومية باعتماد نماذج المشاركة بالإيراد أو نموذج بيع المنتجات أو نموذج البناء والتشغيل ونقل الملكية وغيرها، مشيرًا إلى أن الشركة تفخر بمساهمتها في تطوير المنصة الرقمية لراعي النظر، وقال: "إن قطاع الإبل لم يعد حكرًا على المهرجانات أو الرمزية التراثية، بل أصبح منصة ديناميكية لتطبيق حلول الأعمال الذكية، وميدانًا يُجسد قدرة المملكة على الدمج بين التقنية والهوية"، وأضاف: "مشاركتنا في هذا المشروع تمثل التزامنا بدعم روافد الثقافة والسياحة الوطنية، وتحويلها إلى فرص استثمارية وتفاعلية مستدامة".

ويواصل مهرجان الملك عبد العزيز للإبل عامًا بعد عام تعزيز مكانته كأكبر حدث ثقافي متخصص في الإبل على مستوى العالم، من خلال مزيج متقن من التنظيم الاحترافي، والرؤية الاستراتيجية، والانفتاح على أدوات العصر، ويعكس هذا النموذج نجاح المملكة في قيادة تحوّل شامل يعيد تعريف الثقافة بوصفها قطاعًا منتجًا ومُلهمًا، قادرًا على بناء الجسور بين الأجيال، واستقطاب النخبة، وفتح مسارات جديدة للنمو الاقتصادي المستدام.

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا