مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتسابق الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية إلى تفعيل مشاريع "الأضاحي" التي تُعَد من أبرز البرامج الموسمية التي تستهدف تمكين أهل الخير من أداء شعيرة الأضحية، وتوصيلها إلى مستحقيها من الأسر المحتاجة والأيتام والفئات الأكثر احتياجاً.
تسعى هذه الجمعيات -بالتعاون مع الجهات المعنية- إلى تقديم خدمات متكاملة تشمل التعاقد المباشر مع المسالخ المعتمدة، وضمان اختيار الأضاحي وفق الشروط الشرعية والصحية، وتحضيرها وتغليفها وتوزيعها في الوقت الشرعي المحدّد بعد صلاة العيد، بما يضمن وصولها طازجة وجاهزة للمستفيدين دون تأخيرٍ أو إخلالٍ بالأحكام الشرعية.
ويُعد مشروع الأضاحي من المشاريع الموسمية ذات التأثير الكبير على مستوى المجتمع، حيث تجمع الجمعيات الخيرية فيه بين أداء العبادة وتقديم الدعم الإنساني، في نموذجٍ رائدٍ من التكافل الاجتماعي الذي يُجسّد روح العيد ويُعزّز من مبدأ "الجسد الواحد" الذي أوصى به النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
من اللافت أن الجمعيات باتت توفّر هذا العام خيارات متنوّعة لتوفير الأضاحي بأسعارٍ مناسبة ومخفّضة تناسب مختلف الشرائح، مع طرح باقات إلكترونية تُمكّن الراغبين في التبرع من اختيار نوع الأضحية وسعرها، وسداد القيمة إلكترونياً، والحصول على إشعارات بمراحل التنفيذ؛ ما يعكس تطور الخدمات وضمان الشفافية والموثوقية.
كما تمّ تخصيص فرق ميدانية مدرّبة للإشراف على مراحل تنفيذ المشروع ميدانياً، بدءاً من التسلُّم حتى الذبح والتوزيع، وذلك تحت إشراف لجانٍ شرعية وبيطرية؛ لضمان الالتزام بجميع المعايير.
وأكّد عددٌ من مسؤولي الجمعيات الخيرية أن مشاريع الأضاحي لهذا العام ستشهد توسعًا في عدد المستفيدين، بفضل دعم المتبرعين وتفاعل المجتمع مع هذه المشاريع المباركة.
وتشمل قوائم التوزيع هذا العام: الأرامل والأيتام والأسر ذات الدخل المحدود، إضافة إلى بعض العمالة المتضرّرة أو الفئات المُهمشة في القرى والهجر.
وأشاروا إلى أن الجمعيات تستعد لهذا الموسم منذ وقتٍ مبكرٍ، بوضع خُطط تشغيلية مرنة، وتخصيص موازنات خاصة، مع تأمين مخازن وتبريد متكاملة لضمان جودة الحفظ والتوزيع.
وتواصل الجمعيات الخيرية تعزيز مكانتها كمؤسسات موثوقة في تنفيذ الشعائر المرتبطة بالمناسبات الدينية، ولاسيما في موسمَي رمضان وعيد الأضحى، لما تتمتع به من تنظيم وخبرة وشبكات توزيع فعّالة في مختلف المناطق، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لمَن يرغب في أداء الأضحية وإيصالها إلى مستحقيها بكل يسرٍ وثقة.
وفي هذا الإطار، دعت الجمعيات، أهل الخير والموسرين، إلى المسارعة بالمساهمة في مشاريع الأضاحي، والمشاركة في رسم البسمة على وجوه المحتاجين في أيام العيد، وجني الأجر العظيم في هذه الأيام المباركة.