عقد أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة أمس، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وبحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ودولة رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية الدكتور محمد مصطفى، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية الدكتور بدر عبدالعاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ونائب وزير خارجية جمهورية تركيا الدكتور نوح يلماز، اجتماعًا موسعًا مع مجموعة مدريد، وعدد من الدول الأوروبية، وذلك في العاصمة الإسبانية مدريد.
وبحث الاجتماع تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الدولية الرامية إلى إيقاف الحرب، وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع. كما ناقش الاجتماع التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي سيُعقد في مقر الأمم المتحدة خلال شهر يونيو المقبل بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.
وأكد أعضاء اللجنة الوزارية أهمية التعاون المشترك لإنجاح المؤتمر الدولي رفيع المستوى؛ وذلك من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين، عبر تقديم التزامات واضحة وخطوات ودعم ملموس، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.
وشدَّد أعضاء اللجنة على أهمية تنفيذ حل الدولتين على أساس القرارات الدولية ذات الصلة، بما يكفل الحق الأصيل للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنين في السياق ذاته جهود مجموعة مدريد والدول الأوروبية في دعم هذه المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والدائم.
وأعرب أعضاء اللجنة عن تطلُّعهم لنجاح جهود الوساطة القطرية-المصرية-الأمريكية لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مؤكدين أهمية إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية؛ لتلبية احتياجات سكان القطاع.
وأعرب أعضاء اللجنة الوزارية عن إدانتهم الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، مؤكدين أهمية التصدي للتعديات الإسرائيلية كافة على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجدَّد أعضاء اللجنة دعمهم لجهود التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، وفقًا للخطة العربية لإعادة الإعمار، التي تم اعتمادها في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، ودعمهم المؤتمر الدولي الذي تعتزم مصر استضافته في القاهرة بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة حول إعادة إعمار قطاع غزة.
ونوه أعضاء اللجنة بالإصلاحات التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية، مجددة دعمها الثابت لجميع ما يحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، وكل ما يضمن أمنه واستقراراه وازدهاره.
حضر الاجتماع صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، وسمو مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، والمستشار في وزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.